شباط يُغرّد وحيداً بعدما تركه الجميع يُصارع من أجل الزعامة
على المنصة جلس وحيدا، وأمام “ميكروفونات ” الصحافيين يتحدث ، شباط على غير العادة فالرجل كان يتحدث خلال جميع ندواته الصحفية والثلاثي البقالي وبنحمزة والكيحل او بعض قيادات الحزب بجانبه ، هو المشهد الذي عاشه شباط صباح الثلاثاء، بباب الحد بالرباط حيث يتواجد المقر العام للحزب.
الأمين العام لحزب الميزان وخلال كلمته المطولة، تحدث عن جميع الأحداث الساخنة التي عاشها حزب الاستقلال ، حيث تطرق لما “يعتبرها مؤامرة 8 أكتوبر للانقلاب على النتائج الشرعية لصناديق الاقتراع ، و تحدث بالاضافة الى ذلك عن ما يسميها الحملة الشرسة التي تقودها بعض الأجهزة لإنهاء استقلالية القرار السياسي للحزب” على حد تعبيره.
شباط الذي يعيش على أعصابه في انتظار ما ستسفر عنه النتائج النهائية لمحطة مؤتمر الحزب السابع عشر ، وجه رسائل عدة إلى جهات لم يرغب في تسميتها واكتفى بالقول “المخزن والأجهزة هي التي تحرك الشأن الداخلي والخارجي للحزب ” نافيا في الوقت نفسه أن يكون القصد من وراء ذلك هو المؤسسة الملكية على حد تعبيره .
ولم يفوت شباط الفرصة دون التذكير بما يعتبره الإنجازات التي تحققت على عهده، قائلا في هذا الصدد : ” ما تحقق اليوم لم يتحقق منذ 60 سنة ، كانت جريدة العلم والمطبعة مهددة بالافلاس وتيسرت الأمور وأنقذنا الموقف، والذي يشكك في ميزانية الحزب فهو مدفوع أو جاهل، وأنا مستعد لافتحاص ميزانية الحزب تحت إشراف لجنة نزيهة ومحايدة”.
يشار إلى أن حزب الاستقلال يعقد منذ أسابيع مؤتمرات إقليمية استعدادا للمؤتمر الوطني السابع عشر بمختلف جهات المملكة ، وهي المحطات التواصلية التي كانت من تأطير تيار حمدي ولد الرشيد و نزار البركة الذي باتت الطريق معبدة أمامه للجلوس على كرسي الأمانة العامة.
وفي الوقت الذي راجت فيه أخبار عن استعداد شباط للتخلي عن ترشحه لسباق الأمانة العامة، خرج من جديد ليؤكد عن رغبته في الترشح وبأنه لن يسمح بالتدخل في الشأن الداخلي للحزب.
وكان عبد الله البقالي وعادل بنحمزة وعبد القادر الكيحل أعضاء اللجنة التنفيذية بالحزب، كانوا قد أصدروا بيانا اعتبروا أنهم غير معنيين بترشيح حميد شباط لولاية ثانية، كما أن هذا الترشيح لا يجيب على الإشكاليات الجدية والجوهرية والعميقة المطروحة على الحزب في هذه المرحلة”.
وأضاف البلاغ أن شباط عبر عن استعداده للتضحية بما يمنحه له القانون من حق خالص في الترشح لولاية ثانية، لكنه تراجع عن ذلك.
واعتبر آخر الداعمين لشباط أن موضوع الأمانة العامة كان دائما آخر موضوع يتم بحثه في مؤتمرات الحزب السابقة، و”أن النفخ المبالغ فيه بخصوص الأمانة العامة، لا يجب أن يغطي على مهام المؤتمر الوطني للحزب والتي لا يمكن قبول تحويله إلى مجرد محطة إنتخابية للحسم في طموحات الأفراد، بل محطة للحوار والنقاش والتحليل.
وكشف البلاغ أن البقالي وبنحمزة والكيحل بادروا إلى إقناع شباط، بعدم تقديم ترشيحه لولاية ثانية، معتبرين أن الظرفية تجعل من ذلك الترشيح بدون قيمة مضافة بخصوص التدافع الذي يعرفه الحزب، وبهدف عدم تمكين أي طرف سواء داخلي أو خارجي من تبرير استهداف الحزب أو المس بقوانينه، بإصرار شباط على ترشحه لولاية ثانية على رأس الأمانة العامة.