مجتمع

بورتريه || مي عيشة : من “بوطو المظالم” .. إلى عالم السياسة

يوم الاثنين 24 أبريل 2017، سيبقى تاريخا محفورا  في ذاكرة  “مي عيشة ”  ، كيف لا واسمها اقترن بأشهر لاقط هوائي  للاتصالات بالمغرب الذي يوجد على بُعد خطوات من مقر ولاية أمن الرباط ومقر البرلمان ،_ “بوطوا المظالم”_ الذي بات قبلة لمن يشتكي الظلم “والحكرة”،  تسلقته  المرأة المسنة لمدة فاقت الساعتين،  متأبطة ملفا قضائيا  تشتكي فيه ظلم وتآمر بعض رجال القضاء والمحامين للاحتيال على 5 هكتارات تعود إلى ملكية  شقيقها.

“مي عيشة” حاولت الانتحار أمام أعين الناس ، وتمسكت بما أوتيت من قوة باللاقط الهوائي لاثارة الانتباه ، حيث حضر في تلك اللحضة المحامي والمنسق الوطني للحزب الليبرالي المغربي محمد زيان الذي دخل معها في مفاوضات مكوكية الى جانب بعض المواطنين لاقناعها بفكرة العدول عن الانتحار..وهو ما تم بالفعل .

عادت “مي عيشة ” الى حال سبيلها بعدما حركت المياه الراكدة في الملف الذي ظل عالقا لسنوات ، وتوالت زيارات وسائل الاعلام  الالكترونية على مقر سكناها، تحكي بالتفاصيل المملة ما تجرعته وشقيقها من  ويلات ” الحكرة “.

أيقونة “بوطو المظالم” التحقت رسميا  بالحزب الليبرالي المغربي ، وحضرت أشغال المؤتمر الذي عقده الحزب يوم أمس بالرباط ، حيث كشفت مصادر “أوريزون تيفي ”  أنها أسست فرعا للحزب  في منطقتها وجاءت بمعية 30 مؤتمرا ، كما أن اللجنة التحضيرية للحزب قامت بتكريمها عرفانا بنضالاتها.

لم تكن تدري “مي عيشة”  قبل أشهر وهي فوق “بوطو المظالم “أن قطار الحياة سيستمر، بعدما أقفلت جميع الأبواب في وجهها، ها هي اليوم تدخل عالم السياسة من أبوابها المفتوحة، حتى وان كان مستواها التعليمي ورصيدها السياسي محدود_ كما هو الشأن للعديد من رجالات السياسة في بلدنا _  لكنها استطاعت أن تصل الى بيوت كل المغاربة وأن تناضل من أجل اعلاء صوتها.

لا أحد اليوم يستطيع تسلق “بوطو المظالم” ، ليس بسبب منعه بنص قانوني، لكن تقني شركة  الاتصالات قام بنزع الأدراج الحديدية  لكي لا يتكرر المشهد مرة أخرى ، خاصة بعدما أقدم شخص آخر ينحدر من مدينة الرشيدية على تسلق العمود ، ويشتكي الغموض الذي يلف مأذونية سيارة الأجرة يقول انه استفاد منها منذ سنوات لكن لم يجد حلا  لاستغلالها.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى