مغرب

بنكيران وشباط : فرقتهما “داعش والموساد” وجمعهما نزار بركة

اذا عدنا قليلا الى الوراء ، وبالأمس القريب يتذكر المتتبع للشأن السياسي كيف كانت غرفة النواب تشتعل بحرب التصريحات بين عبد الاله بنكيران رئيس الحكومة السابق، و البرلماني والأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط ، اتهامات بالجملة بين الطرفين لعل من أبرزها اتهام شباط لبنكيران حول علاقته “بداعش ”  و “جبهة النصرة ” و”الموساد”، بينما كان بنكيران يواجهه بالسخرية لدرجة أنه كان يتفادى ذكر اسمه، ويكتفي فقط بالتلميح له !.

انتهت ولاية بنكيران بما لها وما عليها، وجاءت الانتخابات التشريعية للسابع من أكتوبر التي أعطت  لحزب العدالة والتنمية المرتبة الأولى ثم الأصالة والمعاصرة المرتبة الثانية، وثالثا حزب الاستقلال، هذا الأخير أدرك بعد سبات سياسي  عميق أن عدد الأصوات التي حصل عليها الحزب لم تكن مرضية واعترف شباط بعظمة  لسانه أن حزب “البام ” حصد الأخضر واليابس مضيفا بأن فوز “الجرار” بـ102 مقعدا في انتخابات 7 أكتوبر “سيظلّ وصمة عار على جبين الانتخابات المغربية”.

شباط أضاف في  كلمة مطوّلة ألقاها في افتتاح دورة استثنائية للمجلس الوطني لحزبه، خُصص جدول أعمالها لمناقشة المشاركة في الحكومة من عدمها، بأن  “الظرفية الراهنة جعلت الحزب يقرر القطيعة مع الأطراف التي كان متحالفا معها في المعارضة ” _حزب “البام_ لتنتهي بذلك تدريجيا علاقة حزب الاستقلال بحزب الأصالة والمعاصرة ، وبداية التقارب السياسي بين الاستقلال و “البيجيدي”  قائد مشاورات تشكيل الحكومة، لاسيما بعد موافقة المجلس الوطني لحزب الميزان على المشاركة بالاجماع في تشكيلة حكومة  بنكيران الثانية ، حيث قال  “يجب أن يكون التنسيق بين الأحزاب الوطنية الديمقراطية والاصطفاف مع الصف الديمقراطي بغض النظر عن بعض الخلافات التي وقعت بيننا وبين مكوناته “_ شباط في كلمته خلال افتتاح الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني_ .

في 15 من شهر مارس الماضي ، أعفى الملك محمد السادس عبد الاله بنكيران من مهمة تشكيل الحكومة ، بسبب عدم قدرته على تشكيلها ، أو بسبب ما بات يعرف اعلاميا بسياق  “البلوكاج” الحكومي، وأعلن الديوان الملكي بأن الملك محمد السادس   سيستقبل في القريب العاجل شخصية أخرى من الحزب وسيكلفها بتشكيل الحكومة الجديدة”، ولم تكن تلك الشخصية غير الدكتور سعد الدين العثماني رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية .

 طويت  صفحة كواليس المشاورات التي كان حزب “البيجيدي” متحفضا في وقت سابق بشأنها لاسيما أنه كان رافضا  شرط أخنوش الذي رهن  دخوله الى الحكومة بدخول حزب الاتحاد  الاشتراكي للقوات الشعبية، وقبل العثماني في ستة أيام ما رفضه بنكيران طيلة ستة أشهر وتشكلت الحكومة ، لكن حميد شباط  الذي تمسك بدخوله الى الحكومة فجر مفاجأة من العيار الثقيل عندما حرك المياه الراكدة في مستنقع كواليس مشوارات بنكيران لتشكيل الحكومة ، حيث قال  في حوار  خاص مع قناة “أوريزون تيفي” بأن لقاءً جمعه مع عزيز أخنوش، قبل أن يعقد المؤتمر ويصبح أميناً عاماً لحزب التجمع الوطني للأحرار، دام حوالي ساعة من الزمن، قبل أن يتوجّه أي منهما للقاء رئيس الحكومة المعين آنذك، عبد الإله بنكيران.

وقال شباط  في تصريح سابق لـ”أوريزون تيفي” ضمن برنامج في الصميم : “كان عندي لقاء أنا وسي أخنوش ومازال مؤتمر حزبه لم ينعقد كي يصبح أمينا عاماً”، مضيفاً أن أخنوش حاول إقناعه بعدم مشاركة حزب الاستقلال إلى جانب عبد الإله بنكيران “لكني رفضت رفضاً قاطعاً”.

وفي التفاصيل يقول شباط بأن أخنوش طلب منه عدم المشاركة في حكومة بنكيران، على أساس أن يتم تشكيل الحكومة بعد فشله، يقودها “البام” بمشاركة الاستقلال والأحرار، وأحزاب أخرى.

تصريحات شباط وان كانت في الوقت السياسي الميت لا تسمن ولا تغني من جوع، ولم تحرك ساكنا  في الأغلبية الحكومية التي أكدت على انسجامها خلال تقديم  حصيلة 120 يوما من عملها ،  ولا حتى في الشخص المعني  بالأمر عبد الاله بنكيران الذي لا يزال يقاطع اجتماعات الأغلبية ، الا أنها شكلت مادة دسمة للصحافة  الالكترونية والورقية .

شباط وبنكيران اليوم في تحالف سياسي بعدما وضعت حرب التصريحات و الاتهامات أوزارها، هذا التحالف  يبدو أنه بعيدا عن الحزبين ، فالاستقلال اختار التموقع في المعارضة ويقول على لسان قياداته  أنه رافض أن يوقع شيكا على بياض  لحزب “البيجيدي” قائد الائتلاف الحكومي ، وبالتالي التحالف بين الزعيمين  يتضح ذلك على الأقل من خلال  مواقفهما الشخصية حول استقلالية القرار السياسي للأحزاب، وعن حديثهما في كل مناسبة  بالمرموز على  مصطلح “الجهات  الخارجية” .

هذا التقارب  السياسي الذي بات واضحا بين بنكيران  و شباط ، لا أحد كان يدري أنه سيصل الى مرحلة التطابق في التصريحات حتى بعد اعفاء بنكيران من  تشكيل الحكومة ، فشباط يقول بشكل غير مباشر عن المرشح الأوفر حضا لخلافته_ نزار بركة_ ، أنه مرشح ” المخزن” وبأن هناك جهات خارجية تحركه، وبنكيران يقول عن بركة الذي هاجم حزب العدالة و التنمية لكونه  “كان له دائما توجه لإعلاء مصلحة الحزب على مصلحة الوطن ، يقول عنه بنكيران أنه ” يردد كلام بعض ” الجهات ”  التي لم يرد بنكيران أن يسميها !  .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى