مغرب

أزمة الاستقلال || ولد الرشيد .. إبرة “الميزان” التي تُرجح إحدى الكفّتين (+فيديو)

بعد واقعة الصحون الطائرة التي عرفها المؤتمر السابع  عشر  لحزب الاستقلال نهاية الاسبوع الماضي ، بالإضافة إلى   سرقة وتهريب بطائق أعضاء المجلس الوطني  وسوء التنظيم ، قررت اللجنة التنفيذية للحزب تأجيل جلسة انتخاب الأمين العام  واللجنة التنفيذية الجديدة الى غاية يوم السبت المقبل بقصر المؤتمرات بالصخيرات .

مؤتمر  يتنافس  على  كرسي أمانته العامة  كل من  نزار  بركة ، والأمين العام للحزب  المنتهية ولايته حميد شباط ، بينما  يقود ولد الرشيد حملة للإطاحة به من كرسي الأمانة العامة، بعدماأعلن عن مواقفه الرافضة لاستمرار شباط في منصب الأمين العام مؤخرا عبر وسائل الاعلام،.

ولد الرشيد الرجل  الذي  يملك نفوذا وتأثيرا كبيرا في منطقة  الجنوب، _المعقل الانتخابي  لحزب الاستقلال_ وهو أيضا  عضو اللجنة التنفيذية للحزب المكلف باللوجيستيك خلال المؤتمر 17، والذي شهد فوضى عارمة تم فيها الاعتداء على الصحافيين  والضيوف ،   كان من أكبر الداعمين  لحميد شباط  في محطة المؤتمر  السادس عشر  وحشد  الآلاف من أبناء الجنوب لدعم ترشيحه ،  لكنه اليوم انقلب عليه وبات من أشرس معارضيه .

 المحلل السياسي ادريس قصوري يرى في حديثه مع “أوريزون  تيفي” بأن هذا  ليس انقلابا على شباط ، فهذا طبيعي، فالحزب ملك للشعب وللدولة وليس ملك لأحد ، والمناضلون داخل الحزب يتفاعلون ، فولد الرشيد كان يدعم شباط  في مرحلة معينة لأنه رأى فيه رجل المرحلة ويمكن ان يعطي شيئا معينا،  لكن بعد الولاية تبين بأن الحزب تقهقر وتراجع وبأن هناك فجوة بينه وبين الدولة والنظام وثوابث المغرب ” .

وأضاف الأستاذ الجامعي ، بأن شباط  أصبح يخلق عدة مشاكل ولم يصل  للنتائج المرجوة منه ، والمؤتمرات في الأصل هي لمحاسبة الحصيلة بمفهومها الايجابي، وولد الرشيد مارس صلاحياته واختياره، وليس الأمس هو اليوم “.

وفي قراءة له  بخصوص عدم ترشيح ولد الرشيد لمنافسة شباط ، اعتبر قصوري بأن ولد الرشيد قد لا يرى  في نفسه كاريزما الزعامة ، فكثير من الناس يشتغلون في الظل اما لغياب الثقافة الكافية، أو  غياب رؤية أو غياب القدرة على التواصل أو سرعة  البديهة ، واما لغياب  الصورة الجذابة أو الشكل الفيزيائي ، وهي معطيات مؤثرة في الناس ويرتاحون لها  ، فالأمين العام يمثل صورة الحزب داخليا وخارجيا ، فقد لا يرى في نفسه هذه الأمور  ، وقد يكون يرى في نزار هذه الشروط ” .

وبخصوص الاتهامات التي يقذف بها شباط  نزار بركة ويعتبره في مناسبات عدة بأنه “مرشح المخزن ، أو مدعوم من طرف جهات عليا وخارجية “،  قال قصوري معقبا : ما العيب في أن يكون لدينا أمينا عاما مقبولا من طرف جميع الجهات، فهذا ليس عيبا  هل  نريد أن نأتي بأمين عام يتخاصم  مع جميع  الجهات  ويؤثر سلبا على الحزب ، فالحزب مؤسسة للتواصل وبالتالي الأمين العام  يجب أن يتواصل مع جميع الجهات “.

وتابع قصوري مستشهدا بنموذج  حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، حيث قال   “كان  عبد الواحد الراضي تجمعه علاقة وطيدة بالقصر الملكي  ، فهل العلاقة  مع هذا الأخير عيب ، فنحن في دولة لها ثوابت ، نعم  لاستقلالية القرار الحزبي ، فأن تكون العلاقة مع القصر ليس أن  لا يكون هناك استقلالية القرار السياسي ، وان تملى القرارات على الأحزاب ، واذا عدنا الى خطاب الملك قبل  اللانتخابات التشريعية ، فالملك  قال انه لا يتدخل في  الأحزاب السياسية ولا ينتمي لأي حزب غير حزب الشعب .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى