مغرب

“حراك جرادة” يعيد الجهوية الى نقطة الصفر فأين وصل ميثاق اللاتمركز ؟

 

رغم ان سعد الدين العثماني رئيس الحكومة اعلن منذ اشهر خلال زيارته لبني ملال في اطار برنامح الجهات بأن عهد المركز انتهى والمرحلة  المقبلة ستعرف الانطلاقة  الرسمية  لعهد اللاتمركز،  والتزم ايضا خلال جلسة المساءلة الشهرية بمجلس المستشارين بأن الحكومة ملتزمة باخراج ميثاق اللاتمركز قبل متم سنة 2017،  لكن يبدو أن الوعد الذي قطعه العثماني على نفسه  أخلفه وانتهت السنة دون خروج ميثاق اللاتمركز الذي ينتظره رؤساء الجهات وذلك في إطار تنزيل الجهوية المتقدمة وتكريس الحكامة الترابية.

ميثاق اللاتمركز الذي دعا الملك محمد السادس مرات عديدة  الى اخراجه في خطابات افتتاح الدورات التشريعية بالبرلمان، يبدو انه لن يكون جاهزا   على الأقل خلال الفترة الراهنة ، ميثاق يعول عليه رؤساء الجهات كثيرا الى جانب المراسيم المتعلقة بالجهوية  التي تم اخراجها بأكملها، للاشراف بشكل فعلي على مختلف المشاريع وتمويلها  من الجهة بشكل مباشر.

وفي الوقت الذي  كان  العثماني رئيس الحكومة قد أكد  خلال زيارته لجهة  بني ملال شهر  يوليوز  الماضي ، على “عزم الحكومة  القطع مع ثقافة “سير للرباط”، في إشارة قوية لنهج الحكومة القاضي بالدفع بورش اللاتركيز، عبر تحديد وتبسيط العلاقة ‏الجديدة بين المركز والجهة بشأن تنزيل السياسات العمومية”، خرج والي جهة الشرق  معاذ الجامعي خلال لقاء تواصلي انعقد السبت بمقر عمالة إقليم جرادة، بتصريح صحفي  قال فيه   إن “نداء جرادة وصل، وبأننا  سنرفع  كل  ما  سمعناه  اليوم  الى الرباط  ، وأنا متيقن بأن وزارة الداخلية  والحكومة  ستتعامل وستاخذ بعين الاعتبار مطالب الساكنة في أقرب وقت” يقول والي جهة الشرق .

تحرك والي  جهة الشرق  الذي عقد  لقاءات  مطولة مع  منتخبي منطقة جرادة  بالاضافة  الى  فعاليات المجتمع  المدني يأتي بعد الفاجعة  التي  شهدتها  المنطقة يوم الجمعة 22 دجنبر المنصرم  على اثر وفاة شقيقين  في منجم عشوائي للتنقيب  على الفحم ، حيث  رفعت  المنطقة   والنواحي  شعارات  تطاب بضرورة تنمية  المنطقة   و ايجاد  حلول  ناجعة  لمشاكل  البطالة  التي أضحت  تنخر جسم فئات عريضة من   حاملي  الشواهد العليا.

مصطفى الخلفي الوزير المكلف  بالعلاقات  مع البرلمان والمجتمع  المدني  الناطق  الرسمي  باسم الحكومة  وفي اتصال هاتفي  مع “أوريزون تيفي ” اكد بان “ميثاق اللاتمركز في مراحله  النهائية وبأن هناك  فهناك حالة تعبئة  واستنفار كبيرين،  وأيضا اشتغال يومي عليه وبأن  العثماني يشرف  شخصيا على هذا الورش  يوميا ، مع  الأمانة العامة  للحكومة والمصالح المعني تقريبا بشكل يومي” .

وأضاف الناطق  الرسمي بام الحكومة   بأن  ” المسالة لا تتعلق بمنطقة جرادة  لوحدها بل  بكل المناطق ، فلا يمكن ان ننزل الجهوية على مستوى الهيئات المنتخبة  ولا ننزلها على المستوى الاداري ، وبالتالي  هناك سلسلة  من الاجراءات  التي  اتخذتها الحكومة لتنزيل ورش الجهوية” يقول الخلفي.

وأوضح المتحدث ذاته بأن “ميثاق  اللاتمركز سيحدث تحولات هيكلية في منظومة الادارة، حيث أن الميثاق  سينقل عدد كبير من الاختصاصات  للجهات،ة مؤكدا بأن  ميثاق اللاتمركز هو فقط  جزء من الحل  وسيتم تنزيله قريبا ، “،  نافيا في الوقت نفسه  بأن  يكون ” هناك  عراقيل  تواجه  ورش اللاتمركز ، بقدر ما هناك حرص  كبير على  الطريقة  الجيدة لاخراجه” حسب الخلفي  .

 وبخصوص المناطق التي شهدت  احتجاجات  كمنطقة  الريف وجرادة ، قال الخلفي ان ما يهم اليوم هو الرفع من القدرة  الاستباقية  وتسريع تنفيذ البرامج  التنموية ، لان التحدي  المطروح هو التعثر على مستوى تنفيذ  البرامج .

الى ذلك  كشف  الخلفي  بأن  وزير الطاقة  والمعادن  عزيز الرباح  سيحل  غذا  بمنطقة  جرادة رفقة بعض المسؤولين ،مضيفا بأن  “العثماني يتابع  الأوضاع  منذ أول  يوم من الاحتجاجات بالمنطقة ، بتنسيق مع  وزارة  الداخلية ووزارة الطاقة والمعادن ، وكان  هناك  انصات  من قبل والي الجهة  لمطالب  الساكنة، وأيضا  عزيز الرباح  قام  بلقاءات  مع  النقابات  الأسبوع الماضي والآن هناك زيارة  ميدانية  مقررة  يوم غد  الأربعاء ” حسب الخلفي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى