مغرب

الجازولي على رأس وزارة التعاون الإفريقي.. “تقنوقراطي يقود مشاريع افريقيا الكبرى”

في الجمعة الثانية من شهر  أكتوبر 2017 ، ألقى  الملك محمد السادس خطابا أمام مجلسي البرلمان،  خلال افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثانية من الولاية التشريعية العاشرة، حيث دعا  الجالس على  عرش  المملكة الى إحداث وزارة منتدبة بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي مكلفة بالشؤون الإفريقية، وخاصة بالاستثمار تكريسا لتوجه المغرب نحو عمقه الإفريقي.

وبعد مرور أشهر على هذا القرار ، عين الملك  مساء  أمس الاثنين محسن الجزولي، وزيرا منتدبا لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، مكلفا بالتعاون الإفريقي  .

ويعد الوزير الجديد  مؤسس ومدير شركة “فاليانس” المتخصصة في الاستشارات الإستراتيجية وتنظيم المؤسسسات منذ سنة 2005، حيث درس جزولي بجامعة باريس الرابعة، و بدأ مشواره المهني في باريس في مؤسسة Ernst & Young à Paris قبل ان يقرر العودة الى المغرب سنة 1995 .

تعيين  الملك  لمحسن  الجزولي  يأتي في مرحلة مفصلية تشهد فيها العلاقات المغربية-الإفريقية دينامية تاريخية تعززت بعودة المغرب لأسرته المؤسسية، وبالجولات التاريخية التي قام بها الملك لمختلف بلدان القارة، ولم  تكن  احداث  هذه  الوزارة بالأمر الجديد في تاريخ المغرب ، إذ سبق لهذه الوزارة أن أحدثت في ستينيات القرن الماضي وكان يتولاها الدكتور عبد الكريم الخطيب  مؤسس حزب العدالة والتنمية قائد الائتلاف الحكومي .

المحلل السياسي والأستاذ الجامعي العمراني بوخبزة  وفي قراءة له  بخصوص  تعيين  محسن الجازولي  على رأس  الوزارة  المنتدبة  الجديدة  اعتبر  ” بأن بروفايل الجازولي  هو من نوع خاص،  فالوزارة  ظلت مرتبطة بوزارة الخارجية ، ونعلم ان وزير الخارجية والتعاون الدولي بدوره غير متحزب  بمعنى أنه من التقنوقراط ،  ووزارة التعاون الافريقي ظلت في نفس السياق وأيضا بروفايل الوزير محسن الجازولي من  الشخصيات  المرتبطة بمجال الأعمال  وهذا يوحي بالتوجه الافريقي للمغرب ، الذي عاد الى افريقيا من بوابة المشاريع الكبرى وبالتالي البروفايال الذي تم اختياره يتلائم مع التوجه المغربي نحو  افريقيا” .

وأوضح بوخبزة في اتصال  هاتفي  مع “أوريزون تيفي” بأن الطابع السياسي لم يغلب على شخصية الوزير المنتدب  الجديد بقدر ما غلب  الطابع  الاقتصادي بشكل واضح وجلي ،لأنه شخصية  غير  متحزبة “.

وأضاف بوخبزة على حد قوله بأنه  ” كان هناك نقاش سياسي  حول  امكانية تكليف  شخصية  حزبية  خاصة من الاتحاد الاشتراكي  للقوات الشعبية ، لكن يبدو أنه اتضح فيما بعد  أنه يجب  خلق نوع من الانسجام  بين الوزير  التقنوقراطي _ ناصر بورطة _ والوزير  المنتدب المكلف  بالتعاون  الافريقي بحكم أنهما من  نفس العينة  ” التقنوقراط “.

وبحسب  نفس  المتحدث فان تعيين  الجازولي ” يعد أيضا انسجاما  مع الطموح الاقتصادي للمغرب في القارة الافريقية خاصة وأن هناك  الكثير من المشاريع  الاقتصادية التي اطلقها الملك في افريقيا  وتحتاج الى شخصية اقتصادية لمواكبة  هذه المشاريع “.

واذا كانت وجهة نظر  العمراني بوخبزة تتجه في الاطار السياسي ، فان المحلل الاقتصادي المهدي فقير كان له رأي مغاير ، “حيث قال في  تصريح مع أوريزون تيفي بان الجزولي رجل استشارات ذو كفاءات كبيرة  و ، خبر دواليب العمل الاستشاري “.

وأضاف فقير بأن “المغرب  كان في حاجة  الى شخصية  تعرف  جيدا  ميدان  الاستشارات، لان التحديات  المطروحة على افريقيا هي اقتصادية  بامتياز  ، والمغرب  على المستوى الديبلوماسي حقق انتصارات كبيرة بفضل الملك محمد السادس ، والآن حان وقت تفعيل وتثمين المكتسبات الديبلوماسية لتصبح مكتسبات اقتصادية وهذا عمل مكاتب الاستشارات” .

وكان الملك  محمد السادس في خطاب دكار  الذي وجهه  للأمة من العاصمة السنغالية بمناسبة الذكرى الحادية والاربعين للمسيرة الخضراء،  قال فيه  “لقد أثبتت سياستنا في إفريقيا، والحمد لله، نجاحها، وبدأت تعطي ثمارها، سواء على مستوى المواقف السياسية بشأن قضية وحدتنا الترابية، أو من خلال تعزيز الحضور الاقتصادي للمغرب، وتطوير علاقاته مع مختلف دول القارة” ، مؤكدا  “إننا نتطلع أن تكون السياسة المستقبلية للحكومة، شاملة ومتكاملة تجاه إفريقيا، وأن تنظر إليها كمجموعة”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى