تحليل .. هل يذيب تعيين السفير الموريتاني الجليد بين الرباط ونواكشوط ؟
بعد فترة تميزت بالفتور على مستوى العلاقات بين المغرب وموريتانيا ، قدم السفير الموريتاني في المغرب محمد الأمن ولد آبي الثلاثاء نسخة من أوراق اعتماده لوزارة الخارجية في الرباط، خلال استقبال نظم له بالمناسبة.
وعين الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز الوزير السابق محمد الأمين ولد آبي سفيرا لموريتانيا في المملكة المغربية يوم 20 من شهر دجنبر الماضي بعد سنوات من شغور المنصب.
وتأتي خطوة تقديم السفير الموريتاني الجديد أوراق اعتماده بالمغرب بالتزامن مع سياق التصريحات التي أدلى بها الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز خلال مقابلة له مع صحيفة “جون آفريك” والتي اعتبر فيها بأن العلاقات بين البلدين “شهدت بعض الخمول”، كما عرفت “صعودا، وهبوطا، لكنها تتحسن”، مردفا أن الهدف هو تطويرها.
المحلل السياسي محمد بودن اعتبر في تصريح لـ “أوريزون تيفي” بأن “تسليم السفير الموريتاني الجديد بالمغرب لأوراق اعتماده بوزارة الخارجية المغربية يتزامن مع استقبال الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز لعبد القادر الطالب مبعوثا لزعيم ” جمهورية تندوف ” وبالتالي فالعلاقات يظهر أنها لم تتخلص بعد من قوة شد للوراء رغم بروز قوة دفع إلى الأمام عبر تبادل السفراء “.
والملاحظ يقول بودن على حد قوله انه “بالرغم من ان مسيرة العلاقات الثنائية بين البلدين الجارين شهدت دورات تأرجح بين الهبوط والصعود لكنها لم تصل لمرحلة القطيعة وظلت قنوات الحوار مفتوحة “، حيث أن “استعادة العلاقات الثنائية لدفئها قد يفتح الباب مجددا للتعاون في مجالات قديمة وجديدة، و من المسلمات أن طبيعة العلاقات يفترض ان تطبعها في بعض الأحيان وجهات نظر او مواقف متباينة، ولكن إذا كان ذلك يتم وفق قواعد مراعاة المصالح الوطنية والعمل المشترك فإنه سيخدم البلدين”.
واضاف المتحدث نفسه بأن “العلاقة الثنائية الناجحة في حاجة لبناء تصور مشترك للعمل الواضح بين البلدين لجعل العلاقات بعيدة عن الارتهان بالتغيرات المفاجئة و تقلبات التوازنات او وضعها تحت الاختبار “.
من جانبه يرى عبد العزيز القراقي الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي في تصريح له مع “أوريزون تيفي “، أنه “عادة الدول عندما تقرر إرسال سفراءها إلى دولة اخرى فمعنى ذلك انها تعبر عن ارادة صريحة في التعامل المشترك، وبطعبية الحال بالنسبة اليوم للعلاقات المغربية الموريتانية التي يسري عليها هذا الامر ، وهذا بطبيعة الحال يقودنا إلى القول بان كل الامور التي كانت تشوب العلاقات بين البلدين وتأثر عليها سلبا لم تعد موجودة”.
وأضاف قراقي بأن “موريتانيا اليوم بسلوكها ذلك تعبر عن قبولها للمقاربة التي يقدمها اليوم المغرب للعلاقات مع دول افريقيا جنوب الصحراء ، والتي تتوخى بناء علاقات تقوم على أساس التكامل الاقتصادي والتضامن وبناء مقاربة جديدة للعلاقات الافريقية، تبتعد كل البعد عن الاستغلال وتعتمد المنطق المتطور الذي يربح فيه الجميع “.
وأوضح المتحدث بأن “عودة السفير الموريتاني الى المغرب من شأنها أن تجعل موريتانيا هي أول مستفيد قبل أي بلد افريقي آخر من التحولات الكبرى التي ستشهدها افريقيا الغربية انطلاقا من المقاربة الجديدة التي يقدمها المغرب، وفي نفس الوقت سيشكل هذا الأمر بالنسبة للمغرب، عنصرا قويا يعزز رؤيته ويمنح نوعا من الاستقرار على مستوى العلاقات الديبلوماسية للمغرب” .