مجتمع

جمعية علم الاجتماع تفجرها في وجه المسؤولين عن التعليم

 
أفادت الجمعية المغربية لعلم الاجتماع أن التعليم في المغرب وصل اليوم لدرجة تخريج شباب يفتقدون لمهارات التفكير الأساسية.
و أضافت الجمعية في بلاغ لها أن الشباب الخريجين يعجزون عن استعمال عقولهم بذكاء واستبصار، وهو ما يتجلى في الحجر على عقولهم خاصة خلال العقود الأخيرة، بحيث أصبحت المدرسة والجامعة، عبارة عن قاعة انتظار كبرى، يتم بين جدرانها سجن التلاميذ والطلاب، إلى حين بلوغهم سنا معينة، علما بأن الأطفال الذين ينشؤون في بيئة تسود فيها الأمية بأنواعها، الأبجدية والثقافية والحضارية، تضمحل لديهم الرغبة في طرح الأسئلة والجواب عنها، بكل وعي ومسؤولية.
 
وقالت الجمعية أيضا، أن التلاميذ والطلبة يعجزون عن التفكير المنطقي السليم، ويفتقدون لمهارات التفكير النقدي، ويتملكهم الخوف من التفكير الذاتي المستقل في القضايا المطروحة عليهم، حيث يميلون بشدة إلى الاتكاء على أفكار و مواقف الغير والموافقة عليها، مهما كانت غير منطقية، والسبب يعود إلى أنهم لم يتعلموا في سن مبكرة كيفية طرح الأسئلة و الإجابة عنها بمجهوداتهم الشخصية.
 
و بالنسبة للجمعية, فإن معضلة منظومة التربية والتعليم في البلاد تتمثل في كونها تعلم الفكر ولا تعلم مهارات التفكير، وهو وضع لا يتماشى مع المهمة الأساسية للمدرسة والجامعة، المتمثلة في إنتاج مواطن منتج للمعارف والقيم، قادر على طرح الأسئلة الصحيحة، و الجواب عليها، في استقلال فكري عن الدوغمائيات والأصوليات التي تغزو العالم.
 
وبخصوص مصادقة الحكومة المغربية أخيرا على القانون الإطار المتعلق بالرؤية الاستراتيجية لإصلاح منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي(2015- 2030)، أوضحت أن ورش الإصلاح الذي تعتزم الحكومة فتحه يجب أن يكون وطنيا حقيقيا، لا يخضع لنزوات وتصورات فردية، إيمانا منها بأنه يمثل الفرصة الأخيرة للانتصار على الخيبات.
 
كما دافعت الجمعية عن حق التلاميذ في “التفلسف” منذ حداثة سنهم، باعتباره تفكيرا نقديا ينبني على التساؤل وإعمال العقل والتفكير، بهدف إنشاء مواطنين صالحين بعيدين عن التعصب والكراهية و الظلامية والتطرف، على اعتبار أن الجامعة فرصة متأخرة لتحفيز الأفراد على التفكير بطريقة منطقية سليمة.
 
و أوضح البلاغ ذاته، أن تدريس الفلسفة للأطفال ليس هو السفسطة، وأن أمرها يجب أن يوكل لمدرسين متمكنين من برامج تدريس الفلسفة للأطفال المعروفة عالميا منذ 1960، بحيث يكون الهدف هو جعلهم يستوعبون أساسيات المناقشة الفكري، كالإنصات الجيد و عدم التسرع في الرد والاستيعاب غير المشوش لما يقال، بالمعنى الذي يفيد تدريبهم على قواعد الحوار الصحيحة.
 
و أشار إلى أن تعزيز البحث العلمي في الجامعات المغربية حول تدريس الفلسفة للأطفال يمر عبر تنشئتهم على مهارات التفكير، من خلال مناقشة مواضيع ذات طبيعة مجردة، كالأمانة والصدق والعمل والعدل و المساواة، خاصة أن هاجسها كجمعية تهتم بمساءلة الواقع المغربي في تجلياته، هو الحاجة إلى هذه التنشئة الفكرية والثقافية في المجتمع المغربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى