اعتبر خليل بوبحي، عضو بغرفة التحكيم الرياضي بالمغرب، والباحث في المنازعات الرياضية، أن جائحة “كوفيد 19” ستكون لها تأثيرات عديدة على نظام التعاقدات الرياضية، وذلك خلال ندوة علمية نظمتها عن بعد، الجمعية المغربية للصحافة الرياضية ،مساء أمس الجمعة، بعنوان “الآثار الإقتصادية والإجتماعية لجائحة كوفيد 19 على لاعبي كرة القدم المحترفين”.
وتطرقت الندوة إلى تأثير عقود لاعبي كرة القدم بجائحة “كورونا” والنزاعات الرياضية في زمن “كورونا” ودور الهيئات الرياضية المشرفة على كرة القدم الوطنية والدولية للحد من الآثار السلبية للوباء على الفاعلين الرياضيين، ثم مستقبل كرة القدم الإحترافية بعد جائحة “كورونا”.وقال بوبحي، إن الإتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) تسرع في اعتبار جائحة “كورونا” قوة قاهرة، لأن ذلك سيورث العديد من المشاكل على مستوى تدبير العقود الإحترافية، بالنظر إلى أن القوة القاهرة تنهي العقود والإلتزامات.
وأشار إلى أن وثيرة المنازعات المعروضة على الغرفة المختصة ستزداد، لكون جائحة “كورونا” ستؤثر سلبا على القيمة السوقية للاعبين، واستشهد بآخر احصائية تفيد بأن القيمة السوقية للاعبين ستنخفض بنسبة 28 بالمائة، كما أن هناك أندية ستتذرع بالدليل الإرشادي للفيفا لتقليص الأجور أو حتى الإخلال بالإلتزامات المتعاقد عليها، وعند اللجوء لمحكمة التحكيم الرياضي (طاس) سيدرك الكل أن هذه الأخيرة تقيد بشكل كبير استعمالات مفهوم القوة القاهرة.
وشدد بوبحي، على أن الأندية يجب أن تتوخى الحذر في تنزيل مفهوم “القوة القاهرة” وفي تدبير تداعيات الجائحة وعليها استحضار مبدأ التفاوض والتراضي، بالنظر إلى أن كل الأطراف المتعاقدة يجب أن تقدم تنازلات لجبر الضرر الجماعي.
وارتباطا بدور الهيئات الرياضة المشرفة على كرة القدم الوطنية والدولية للحد من الآثار السلبية للوباء على الفاعلين الرياضيين، دعا الباحث الأجهزة والهيئات الوصية على كرة القدم الإحترافية بإيجاد حلول قانونية ورياضية ومالية، تسترشد بدليل “الفيفا” ولا تركن له بالمطلق للاعتبارات القانونية السالفة.
كما أن الأندية ، يضيف المتحدث، ستكون بحاجة إلى مؤسسة للوساطة لحل الإشكالات القانونية المترتبة، والتي تنتمي إليها كل الهيئات ذات الصلة من وزارات الشباب والرياضة واللجان الأولمبية والجامعات الوطنية وجمعيات وكلاء اللاعبين والاتحادات الدولية للاعبين المحترفين والاتحاد الدولي للصحافة الرياضية.
ودعا إلى ضرورة التعاقد مع مكاتب استشارة لمساعدة اللاعبين على فهم خصوصيات العقود التي يوقعون عليها، حيث ينشغل أغلبهم بالبند المالي ولا يعير اهتماما لمدة سريان العقد، كما أوصى بضرورة رفع مستوى الثقافة القانونية لدى كافة المتدخلين، لمعرفة الأصل القانوني الذي تقوم عليه العقود الاحترافية، وتطبيق أحكامها سواء من جانب الحقوق أو الإلتزامات أيضا. وخلص خليل بوبحي إلى أن مستقبل العقود الإحترافية في ظل جائحة “كورونا” يبقى مجهولا بقدر كبير، ونادى بضرورة مأسسة العقود وتشديد جانب الإلتزام بمقتضياتها للتخفيف من حدة النزاعات الرياضية.