تقرير يصنف المغرب في المرتبة 136 ويكشف تفاوتات في التعليم العمومي
في تقرير حديث أعده المجلس الأعلى للتربية والتعليم، حول “الأطلس المجالي الترابي للفوارق في التربية” قال ان المغرب احتل سنة 2014، المرتبة 136 ضمن 175 بلدا في العالم، مسجلا متوسط سنوات التمدرس يعادل 5.64 سنة.
التقرير أضاف، بان “مدة تمدرس الساكنة المغربية البالغة من العمر 15 سنة فأكثر هي خمس سنوات وستة أشهر، أي أقل من السنوات الست التي تستغرقها مدرة الدراسة في السلك الابتدائي”.
وكشف تقرير المجلس الذي يترأسه عمر عزيمان ، بأن المغرب عرف خلال الفترة ما بين 2004 و2014، تزايدا كبيرا في متوسط سنوات التمدرس، وأن متوسط سنوات التمدرس قد تحسن في هذه الفترة ،” مضيفا المصدر ذاته قائلا ‘فإذا كانت الزيادة الأكثر رجوحا في المستوى المتوسط للتربية قد سجلت في الفترة 2004 و2014، فإن مؤشر اللامساواة قد استمر في الانخفاض لكن بوتيرة خطية طيلة الفترة الممتدة ما بين 1982 و2014، أي انخفاض قدره 0.08 في كل عشرية”
وبخصوص الفوارق الاجتماعية سجل التقرير ذاته ، أنه “على عكس التقطيع الترابي السابق، فإنه يبدو أن التقطيع الجديد يساهم في تقليص الفوارق بين الجهات، ذلك أن الانحراف المعياري لمعدل سنوات التمدرس انتقل من 1.14 في الجهات الست عشرة القديمة، إلى 0.73 في المائة في الجهات الإثني عشرة الجديدة، مضيفا أن هذا التقارب بين الجهات يتأكد أيضا في التقطيع من حيث اللامساواة في التربية” .
في نفس السياق كما يبين تحليل التفاوتات الإقليمية داخل كل جهة وجود جهات تتألف من أقاليم ذات مستويات جد متباينة، بينما تتميز جهات أخرى بضآلة الفوارق بين أقاليمها، موضحا أن مستوى التباين بين الأقاليم يبقى ضعيفا نسبيا في جهات، من قبيل درعة-تافيلالت وجهات الجنوب، على خلاف جهات مراكش-أسفي، والرباط-سلا-القنيطرة، والدار البيضاء-سطات، حيث توجد تفاوتات كبيرة بين الأقاليم التابعة لهذه الجهات.
أما على صعيد الجماعات الترابية، يضيف التقرير، فإن الوسط يشكل عاملا حاسما في تحديد مستوى التربية، لافتا إلى أن متوسط سنوات التمدرس في 69 في المائة من الجماعات الحضرية (أي 176 جماعة) يفوق ست سنوات. غير أن هذا المتوسط لايتجاوز 4.1 سنة في 1043 جماعة جاءت في مؤخرة الترتيب، كلها جماعات قروية.
وأوضح التقرير ذاته، أن “التأخر الذي راكمه المغرب في متوسط سنوات التمدرس يعود لسببين أساسين، الأول “تاثير الأمية بشكل قوي في المستوى المتوسط للرأسمال البشري وذلك رغم تقلصها المهم نسبيا خلال العشرية الأخيرة، بالإضافة إلى أن المغرب لم يوسع بما فيه الكفاية التعليم الثانوي التأهيلي والعالي، فظلت الساكنة البالغة من العمر 15 سنة فأكثر والبالغة مستوى التعليم العالي ضعيفة نسبيا”.
وفي سياق ذلك، أفاد التقرير، أنه رغم الانخفاض المهم الذي عرفته نسبة غير المتعلمين بالمغرب في سنتي 1982 و2014، بسبب توسيع عرض التعليم الابتدائي والثانوي الإعدادي، فإنه أكثر من ثلث الساكنة البالغة من العمر 15 سنة فأكثر بقيت أمية.