منظمة الصحة : الإكتئاب هو ثاني سبب رئيسي للوفاة
اختارت منظمة الصحة العالمية مرض الاكتئاب كموضوع للاحتفال باليوم العالمي للصحة والذي يصادف 7 من أبريل , حيث عنونت حملة هذه السنة ب “دعونا نتحدث عن الاكتئاب”. ووفق أرقام المنظمة العالمية يعاني أكثر من 300 مليون شخص عبر العالم من مشكل الاكتئاب الذي يؤثر على الناس من مختلف الأعمار في كافة البلدان و يخلف آثارا مدمرة أحيانا على الأفراد و أسرهم, وقد يؤدي في أسوأ الأحوال إلى الانتحار.
وتؤكد المنظمة أن الإكتئاب هو ثاني سبب رئيسي للوفاة بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاما وتقول أنه ابتداء من سنة 2020 سيصبح الاكتئاب ثاني الأمراض انتشارا وتأثيرا بعد أمراض القلب والشرايين. وفي المغرب كانت وزارة الصحة قد أجرت مسحا ميدانيا في العام 2006 تبين خلاله أن تقريبا 26 في المائة من الأشخاص المستجوبين أصيبوا على الأقل مرة في حياتهم نوبة اكتئاب. ومن المرجح أن تكون هذه النسبة قد ارتفعت في السنوات الأخيرة خصوصا في ظل غياب أية أرقام رسمية جديدة، ومع الوتيرة المتزايدة للمرض عبر العالم والتي شهدت زيادة ب18 في المائة ما بين 2005-2015 وفق آخر الأرقام الصادرة عن منظمة الصحة العالمية.
وأكد معروفي عبد الرحمان مدير مديرية الأوبئة ومحاربة الأمراض بوزارة الصحة ل”أوريزون تي في أن” التقديرات الحالية لوزارة الصحة العالمية تقول أنه تقريبا 4.5 في المائة من الساكنة قد تكون مصابة بالاكتئاب, معتبرا أن هذا المرض كباقي الأمراض ويدخل في إطار البرنامج الوطني للصحة النفسية والعقلية الذي تشتغل علية وزارة الصحة, بحيث أن “قسطا كبيرا من الأدوية والموارد المخصصة لهذا البرنامج توجه لعلاج هذا الداء”.
ويرى معروفي أن الوصم والتمييز المجتمعي الذي يعاني منه المصابون بالأمراض النفسية بصفة عامة كالأفكار المسبقة والإعتقادات الخاطئة (أن المريض النفسي مريض عقلي ويمكن أن يتسبب في الأذى للآخرين) تؤثر سلبا على نفسية المريض وقد تحدث مضاعفات نفسية أكثر حدة من بينها الخوف من المجتمع والانعزال وهي كلها أسباب تعيق تقدم العلاج. وبالنسبة للولوج إلى الأدوية أكد معروفي أن وزارة الصحة تقوم بمجهودات كبيرة حيث تخصص ميزانية كل سنة, “ففي 2016 وصلنا إلى 113 مليون درهم لاقتناء أدوية لهؤلاء المرضى بما فيها الأدوية التي تعالج الإكتئاب وهذه الأدوية تقدم بالمجان في كل المستوصفات والمستشفيات التي تعالج هذا النوع من الأمراض, وهي خاضعة للتغطية الصحية ” وأضاف “العلاج الكيميائي بالنسبة لهؤلاء المرضى وحده غير كاف بل يعتمد على المعاملة والتواصل الإيجابي مع المريض ليشعر أنه عضو في المجتمع شأنه شأن الآخرين”.
وقد بينت الدراسات أن ثلثي المرضى المصابين بالإكتئاب أو أمراض نفسية أخرى يخافون من طلب العلاج مخافة من الوصم أو نظرة المجتمع السلبية تجاههم.