كريمة نادر: سيأتي يوم نستمتع جميعا بحرياتنا الفردية لأنها ليست «خضرة فوق طعام»
جرى يوم أمس الاثنين الاعلان عن عريضة “خارجون عن القانون”، الذي كشفت كريمة نادر الناشطة الحقوقية في حوار خصت به “أوريزون تيفي” بخصوصه بأن الأمر يتعلق ببلاغ تضمن جملة من المطالب المتعلقة بالحريات الفردية، مافتىء أن تحول الى بيان تم ارفاقه بمجموعة من التوقيعات التي بلغ رقمها رمزيا 490 توقيعا، وذلك في احالة على الفصل 490 من القانون المغربي الذي يجرم العلاقات الجنسية الرضائية خارج اطار الزواج ويعاقب بالسجن.
واعتبرت كريمة بأن “خارجون عن القانون” هي دينامية يبقى الغرض من ورائها هو اعادة النقاش حول الحريات الفردية الى ساحة النقاش الحقوقية في المغرب، وهو النقاش الذي ابتدأ عام 2004 مع مدونة الأسرة الجديدة ولاحقا مع حركة “مالي” وبعدها عام 2015 مع تقديم مشروع حول الاجهاض.
وأكدت كريمة نادر بأن هذه النقاش حول الحريات الذي جاء به “خارجون عن القانون” أساسي ومهم على اعتبار أنه يمس شريحة واسعة من المجتمع المغربي، رغم عدم إقرارهم بالأمر في ظل انكار الحقائق والوقائع ونوع من النفاق الاجتماعي.
وحول التوقيت الذي تم فيه إنزال البيان وعلاقته بقضية الصحفية هاجر الريسوني، أكدت كريمة على أن ملف هاجر يمكن أن يكون مناسبة تم من خلالها إعادة فتح النقاش بخصوص الحريات الشخصية، غير أن هذه الدينامية غير مرتبطة بهذه القضية بالضبط، لأنها ستستمر سواء طوي ملف هاجر الريسوني أو استمر.
وأبرزت المتحدثة ذاتها على أن هذه الدينامية هي خطوة استباقية لافتتاح الدورة التشريعية للبرلمان، وتشكيل وسيلة ضغط من أجل إعادة طرح مشروع قانون الإجهاض والفصل 490 من القانون المغربي داخل قبة البرلمان.
وشددت كريمة على أن العنوان الذي تم اختياره “خارجون عن القانون” ليس الغرض من ورائه استفزاز أي كان، أو دعوته الى الخروج عن القانون، بقدر مايراد به وصف الواقع الذي يؤكد وجود ممارسات يجرمها القانون…
وأضافت كريمة نادر أن الغاية من وراء المبادرة ليس اشاعة الفساد كما يروج البعض، وإنما توفير جو آمن ومناسب لمجموعة من الأشخاص من أجل ممارسة معتقداتهم وحرياتهم الفردية بالشكل الذي يرغبون به، دون أن يكون ذلك على حساب حريات المجتمع.
وبخصوص أصداء هذه البيان أكدت كريمة نادر تفاعل عدد مهم من الأشخاص الذين كانوا في انتظار مثل هذا النوع من المباردات، اذ بلغت التوقيعات 2000 توقيع بدل 490 صبيحة الاعلان عن البيان، من جهة أخرى ذكرت بأنه كانت هناك ردود أفعال سلبية وأخرى صدامية، وأوضحت أنها على دراية وكلها حماس على اعتبار أن هذا النوع من المعارك الحقوقية لم يكن يوما خاليا من المشاكل والعرقيل.