انطلاقة الدورة الثالثة من الدخول الأدبي 2018.. لحظة إبداع ورقي بالدار البيضاء
وسط عتمة النقاشات الجوفاء و غياب فضاءات الحوار الثقافي، نظمت مؤسسة التجاري وفابنك, مساء أمس الإثنين, ندوة فكرية راقية ساهم في تنشيطها ثلة من المثقفين المرموقين كمحمد الطوزي و رحمة بورقية و عبداللطيف الشدادي. و قد أبدع في إدارة النقاش المفكر و الفيلسوف ادريس جيدان.
افتتح اللقاء, محمد الأعرج وزير الإتصال و الثقافة، أمام قاعة مملوءة عن آخرها من فعاليات ثقافية و اقتصادية و من المجتمع المدني، و أثنى على مبادرات القطاع الخاص بخلق فضاءات للنقاش الهادف، مذكرا بأن اللقاء يوازي فعاليات معرص الكتاب و النشر الذي يعد موعدا ثقافيا كبيرا و ذو سمعة على الصعيد القاري.
تطرق النقاش لمحاور متعددة من خلال إصدارات، كمؤلف ادريس الشرايبي Le passé simple الذي شكل نقطة انطلاق لنقاش عميق حول التحولات الأسرية التي عرفها المغرب منذ إطلاق مدونة الأسرة و الوضع الجديد للمرأة. و من تم عرج المشاركون على مكانة الثقافة و الأدب في التحليل السوسيولوجي للمجتمع. لكن تم التساؤل كذلك إن كان الأدب الآني تمرينا يشبع رغبة استهلاكية لدى منتجيه بعيدا عن واقع المجتمع. الطوزي رد على ذلك مؤكدا أن هناك جزء من الحقيقة في هذا الطرح و اكد أن تجاوز ذلك يأتي بدعم الإبداعات الأدبية كميا حتى تحيط بجميع إشكالات المجتمع. السيدة قالت أن المؤلف يحكي غالبا انطلاقا من تجارب شخصية او قريبة وهذا مايجعله ملتصقا بمحيطه و حتى الإسهاب في الخيال لا يبتعد به الفرد في سرد الذات.
إشكالية تردي المستوى الكيفي و الكمي للقراءة كانت حاضرة أيضا بحيث تم التركيز على الجودة و طرح سؤال غياب إنتاج أدبي مدوي يخلق ضجة إيجابية و إقبالا كبيرا، ليعود النقاش بغياب مجتمع ناضج ثقافيا و هو مايجعل الوضع كحلقة مغلقة او كحكاية الدجاجة و البيضة و من سبق للوجود، إذ تسائل المشاركون هل نركز على رفع مستوى المجتمع؟ أم نبدأ بتجويد المنتوج و خلق محيط الإنتاج للإكثار من الإبداعات؟
وقد كان النقاش المفتوح بالقاعة على درجة كبيرة من الوعي بحيث تم طرح مقترحات نشر القراءة و الثقافة بفضاءات المدرسة و السجون كما تبرع بعض الحاضرين من الناشرين بكمية من الكتب لفائدة جمعيات المجتمع المدني.
من جهة أخرى, كان هذا اللقاء الذي نظم من طرف التجاري وفابنك من أجل إعطاء انطلاقة الدورة الثالثة من الدخول الأدبي 2018 ، التي تميز تخليدها بإصدار أكثر من 250 مؤلفا ، مناسبة لإعلان إطلاق “جائزة كتاب السنة”.
و تعتبر هذه الجائزة الأولى من نوعها التي تنشئها مؤسسة خاصة في المغرب، وسيتم منح هذا التمييز الجديد في شهر فبراير من كل سنة، ابتداء من العام المقبل 2019، حيث سيهم التتويج ثلاث فئات ،هي جائزة أفضل كتاب تم نشره باللغة العربية، و جائزة أفضل كتاب منشور باللغة الفرنسية، و جائزة أفضل كتاب نشر باللغة الأمازيغية.
و بمناسبة تقديمه للجائزة، قال السيد محمد الكتاني ،الرئيس المدير العام لمجموعة التجاري وفا بنك، “سوف يحصل الفائزون بجائزة كتاب السنة على غلاف مالي قدره 30.000 درهم، علاوة على كأس تقدرية مهداة من قبل المؤسسة”.