الاولى

ما يجمع بين الشعبين التونسي والمغربي أكبر من كرة القدم

الكرة في أول المطاف ونهايته ليست إلا لعبة، على الرغم من أنها شغف الملايين الذين يستيقظون على حبها وينامون على عشقها.

هذه أولى الرسائل التي أصرت النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين والنقابة الوطنية للصحافة المغربية على إيصالها لكل من يعنيهم الأمر، بعد كل الانفعالات التي رافقت كل ما جرى بعد إياب مقابلة الترجي التونسي والوداد الرياضي بملعب رادس بتونس.

البلاغ المشترك بين النقابيتين، وفي هذه الظرفية بالضبط، وخاصة بعد أن تجاوزت ردود الفعل في حالات كثيرة حدود اللياقة، هو في حد ذاته رسالة تحمل أكثر من دلالة.

وإذا تابعتم الفقرة الأولى من البلاغ المشترك، فإنكم تقرؤون الأهم:«إن النقابتين تعبران عن استهجانهما لمحاولات تسييس مباراة عادية في كرة القدم جمعت بين ناديين رياضيين عريقين في البلدين الشقيقين» ، وهي صراحة وحقيقة لعبة رياضية مهما توترت الأجواء فإنها لا بد أن تبدأ وتنهي بتلك الروح الرياضية التي تشكل عمادها الأساس.

البلاغ معبر جدا، ويصر على أن يعيد الأمور إلى نصابها، ولذلك بالضبط تؤكد النقابتين في الفقرات الموالية من البلاغ على دعوة الزملاء والزميلات في ميدان الصحافة، وحتى نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة، إلى التهدئة والتعقل والتسلح بالشروط المهنية النبيلة التي تقتضي التجرد ومراعاة العلاقات الأخوية المتينة بين الشعبين الشقيقين.

في البلاغ، كثير من الحكمة، القيمة التي يتسلح بها كل عشاق الفرق الرياضية في العالم، الآن وقبل الآن وعلى امتداد تاريخ كل الرياضات، ومن ضمنها كرة القدم.

بمثل هذه القيم، وليس بغيرها، يمكن أن تظل الرياضة عموما وكرة القدم خصوصا، بين كل الأشقاء العرب والأفارقة وغيرهما، لعبة يستمتع بها الجميع، للاستمتاع أولا وأخيرا.

يقول ناجي البغوري رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين وعبد الله البقالي رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، أن على كل عاشق لهذه اللعبة، لا بد أن يعمل على التصدي لمثل الانحرافات التي تواترت في الآونة الأخيرة، بناء على مبادئ مهنة المتاعب التي يعشها الزملاء والزميلات في الوطن العربي وفي بقاع العالم، وعلى رأسها أخلاقيات المهنة، خاصة أن ما يجمع بين الشعبين التونسي والمغربي أكبر … وأكبر بكثير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى