الاولى

ماء العينين: الحزب يعاني من مشكل حقيقي والبكاء لن يحله

في مثل هذه اللحظات، تثبت الأحزاب الكبيرة قدرتها على التدبير السليم للمحطات الصعبة وإلا فستؤكد أنها لا تستحق المكانة التي بوأها الناس إياها، تقول البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية آمنة ماء العينين في تدوينة على حسابها على «الفايس»، ثم تضيف:« انتشار حالة الارتباك والهلع والخطاب العاطفي البكائي واستدعاء بعض من النصوص الدينية، والعودة لخطاب “بيضة التنظيم”و “تجنب التنازع” لا يمكن ان يكون مفيدا».

وأضافت ماء العينين أنه لابد من اعتماد منهج عقلاني سليم تتبناه نخبة متوازنة قادرة على الاتسام بالهدوء والتواضع، منهج يبتعد عن مقاربات فاشلة:

1) مقاربة تهويلية تقول بانتهاء الحزب وغياب الاختيارات والممكنات وتشيع اليأس الشامل وتقتل بذور المقاومة والتحدي والنضال.

2) مقاربة تخديرية تبتعد عن جوهر النقاش وتنأى عن معالجة المشكل الحقيقي وتستدعي خطاب الأخوة والتماسك ونبذ الفتن وتركن للصمت و”دع الوقت للوقت”.

3) مقاربة تركن للغرور والاستقواء التنظيمي وخطاب “من أنتم؟”وتخرج عصا المساطر والأغلبيات والتصويت، في أجواء مشحونة تتفلت فيها الأطروحة الجامعة المقنعة شيء فشيء، ويغيب فيها الاقناع في مقابل الارضاخ التنظيمي والمسطري.

وتساءلت ماء العينين :«هل يعاني اليوم حزب العدالة والتنمية من مشكل حقيقي؟»، فردت بسرعة :«الجواب بدون مركب نقص وبدون جبن او افتقاد للشجاعة اللازمة أو دفن للرأس في الرمال».

وعادا ماء العينين وطرحت السؤال من جديد:«نعم وماذا بعد؟ ليست هذه نهاية العالم، وما وجد الرجال والنساء إلا لمواجهة المشاكل والاعتراف بها وتدبيرها تدبيرا عقلانيا سليما، فالدول تعرف ازمات والتنظيمات تشهد زلازل والأحزاب تمر من مراحل صعبة وحرجة، والتدبير وحده هو الذي يخرجها منتصرة أو ضعيفة ومنشقة على نفسها».

وتسترسل ماء العينين أن المشكل داخل الحزب ليس وليد اللحظة، وما تفاقمه إلا دليل على استنفاذ المقاربة التي تم اعتمادها في المرحلة السابقة لأغراضها، وقد آن الأوان لتقييمها ومعالجتها والإقرار أن الحوار الداخلي الذي قد يكون نجح تنظيميا، لم ينجح كليا في ملامسة عمق المشكل، وبذلك تكون اخطاؤنا جماعية تستلزم مراجعات جماعية تنضج كفاية لتخرج من شرنقة الشخصنة والأهواء الفردية وتصفية الحسابات:«ليتسم الحزب اليوم بالجرأة الكافية لطرح الرأي والرأي الآخر، وليتسلح بخطاب العقلانية، وليجمد للحظةٍ خطاب العاطفة مراعاة لكل هذه التحولات التي لم تتحصل القناعة بعد لأخذها بعين الاعتبار، لأن الأمس ليس هو اليوم، وما كان يجدي بالأمس لا يمكنه أن يظل مجديا بشكل دائم».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى