مقتطف من كتاب “نار وغضب”..ترامب وعلاقته السيئة بالإعلام
لم يخطئ ترامب، عندما قال في أحد حواراته، إبان الانتخابات الرئاسية،”سأصبح أكثر الجال شهرة في العالم”. و هو بالفعل أكثر الرجال إثارة للجدل في العالم، وأكثر القادة غرابة وأكثرهم تغريدا على تويتر و أكثر رؤساء الدول”حمقا”. لربما هذا ماحاول “نار وغضب”، الكتاب الأكثر مبيعا على مستوى الولايات المتحدة الامريكية في هذه الآونة، أن يثبته، وينقل للقارىء وقائع من داخل البيت الأبيض، وأخرى قبيل الانتخابات والكشف عن تفاصيل مثيرة وصادمة عن الرئيس الأمريكيّ وكيفية إدارته لشؤون الولايات المتحدة، وأسرار البيت الأبيض وصراع النفوذ “المحموم” الذي يعيشه.
«نار وغضب». العبارة المستمدّة من الإنجيل التي استخدمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أجل إرعاب الزعيم الكوري الشمالي، لم يكن يعلم أنها ستكون عنوانًا لكتاب قد يزلزل عرش رئاسته أو يعجّل بنهايتها شبه الحتميّة.
“نار وغضب”، هو عنوان لكتاب جديد أصدره الكاتب الصحافي في نيويورك تايمز «مايكل وولف» يشرّح فيه شخصية ترامب منذ حملته الانتخابيّة إلى غاية دخوله البيت الأبيض، وبفضل حواراتٍ حصرية فاقت 200 حوار، أجراها مع موظفين كبار في البيت الأبيض ومقرّبين من ترامب وأسرته.
ترامب والإعلام
لم يعد خفيا على المتتبعين، أن ترامب استعان بالإعلام وحرّك أضخم آلة إعلامية لصالحه للتمكن من الظفر بالانتخابات، في الوقت الذي لم يكن أي أحد يتوقع أن يتمكن شخص مثله، الفوز ضد هيلاري كلينتون.
و”حسب نار وغضب”، فإن صديق ترامب القديم “روجر يوجين إيلز” المسؤول التنفيذي السابق لشركة «فوكس نيوز»، رفض أن يكون رئيسًا لحملته الانتخابية، مُعللًا ذلك بأن ترامب لا يقبل المشورة، أو حتى يستمع إليها، لكنَّ الحقيقة الخفية هي أن إيلز يراه «متمردًا دون سبب واضح»، بحسب وصفه، لا سيما أن إيلز كان مقتنعًا بأن ترامب لا يمتلك وجهة نظر سياسية، أو أرضًا صلبة يستند إليها في حملته الانتخابية، إضافة إلى أنه غير مؤهل للعب أي دورٍ سياسي، أو حتى الاشتراك في أي برنامج سياسي، بحسب إيلز، إلا أن فوز ترامب، غير المتوقع من صديقه، سيجعل إيلز يشعر بالندم.
فبعد مرور أسبوع من رفض إيلز منصب المستشار الإعلامي لترامب، قام هذا الأخير بتكليف «ستيف بانون» بتلك المهمة المُستحيلة.
عودة إلى استعانة ترامب بالآلة الإعلامية الضخمة التي كانت ذات أهمية بالغة في التأثير على الرأي العام، وبالظبط، عندما جاء وفد رفيع المستوى من مجموعة من شركات التكنولوجيا العالمية «آبل» و«فيسبوك» و«جوجل»، لزيارة ترامب في برجه الخاص، بعد أن انتقد مرارًا وتكرارًا صناعة التكنولوجيا خلال حملته الانتخابية، وبعد أن انتهى الاجتماع عبّر ترامب لملياردير وإمبراطور الإعلام اليميني روبرت مردوخ عن حاجتهم الماسة لدعمه، معللًا ذلك بأنهم لم تكن أمورهم جيدة خلال فترة حكم أوباما، وهو ما دفع مردوخ لنعته بالأحمق، قائلًا: «لثماني سنوات كان هؤلاء الرجال هم رجال أوباما، إنهم لا يحتاجون لمساعدتك»
نفوذ ترامب وتحريكه آلة إعلامية ضخمة لم يجعله في مأمن من باقي وسائل الإعلام
“ترامب لا يلتزم بنص معين»، هكذا أعرب بانون، مُشيرًا إلى أن عقل ترامب لا يعمل بهذه الطريقة العقلانية، مُؤكدا إلى أنه يعلم جيدًا أنه لن يحصل على دعم وسائل الإعلام، وهو ما يدفعه في الأساس إلى معاداتهم، ويشير «وولف» في كتابه إلى أنَّ ترامب على عداءٍ مع وسائل الإعلام كافة، ذاكرًا حادثة قناة «سي إن إن» واتهامه للوكالة بالترويج للأخبار الكاذبة، مُضيفًا أن استخدامه لوسائل التواصل الاجتماعي ورده على وسائل الإعلام يتم بطريقة صادمة للعامة؛ إذ لم يستطع بعدها حتى موظفوه المقربون الدفاع عنه، وهو ما كان في رأي مستشاره السابق بانون مؤشرًا لأنه لم يتغير أبدًا، فوسائل الإعلام لم تحب ترامب يومًا، ولن تحبه، وهو شيء غير هام بالنسبة إلى أنصار ترامب، وما تم فعله بشأن هذا من مستشاريه هو محاولة لاحتواء أسلوبه الهجومي، وهو بحسبه، أفضل كثيرًا من محاولة تأهيله للحديث مع الإعلام.