الولاية الثالثة : بنكيران يقاوم نهايته السياسية وشخصنة الحزب ستغرق سفينة “المصباح”
هل سيستمر بنكيران في قيادة حزب العدالة والتنمية قائد الائتلاف الحكومي ؟ ، سؤال يشغل بال أعضاء الحزب والمتتبعين للشأن السياسي ، فالجميع على موعد مع مؤتمر “البيجيدي” الثامن والذي اختير له يومي 9و 10 دجنبر 2017، للحسم في مسألة بقاءه على رأس الأمانة العامة أم أن المؤتمرون سيوقعون شهادة وفاة بنكيران السياسية.
بنكيران الذي أعفي من مهامه كرئيس للحكومة بقرار ملكي في 15 من شهر مارس الماضي ، صرح يوم الخميس الماضي عقب اجتماع الأمانة العامة للحزب بأن “مرحلته انتهت قانونيا على رأس الأمانة العامة ولن يستمر الا في حالتين اذا طلب الناس منه ذلك ، أو اذا اضطر الاخوان داخل الحزب “، لكن خرجة بنكيران هذه لم تخلو من اشارات سياسية ، فرئيس الحكومة السابق رمى كرة بقاءه أو مغادرته الى اخوانه داخل الحزب.
وعلى الرغم من الأصوات التي تعالت داخل حزب “المصباح” لمنح ولاية ثالثة لبنكيران من خلال تعديل المادة 16 للقانون الداخلي للحزب، الا أن دورة المجلس الوطني الاستثنائية التي انعقدت يوم السبت الماضي وحسب ما صرح به عبد الحق العربي، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية ” فقد كانت بجدول أعمال محدد في نقطتين أساسيتين، هما تاريخ المؤتمر ومسطرة العضوية لتحديد المندوبين”.
وأضاف عبد الحق العربي أن “بعض التدخلات أشارت إلى تعديل إحدى مواد القانون الأساسي للمادة 16 التي تتحدث عن تحديد عدد الولايات، وأن جواب أجهزة المجلس اعتبرت أن هذه النقطة أخذت مسارها إلى جانب باقي تعديلات النظام الأساسي بإدراجها ضمن لائحة المواد التي ستدرس من طرف اللجنة التحضيرية لعرضها على المجلس الوطني المقبل الذي سيعرضها بدوره على أعضاء المؤتمر الوطني”.
وتنص المادة 16 من النظام الأساسي للحزب على أنه “لا يمكن لعضو أن يتولى إحدى المسؤوليات الآتية لأكثر من ولايتين متتاليتين كاملتين: الأمين العام، رئيس المجلس الوطني، الكاتب الجهوي، الكاتب الإقليمي، الكاتب المحلي”.
الدكتورعبد الرحيم المنار اسليمي رئيس المركز المغاربي للدراسات الأمنية وتحليل السياسات، وفي تصريح له مع “أوريزون تيفي” اعتبر بأن ” مرحلة بنكيران السياسية انتهت ، فهو يسعى الى ولاية ثالثة لكن بالاعتماد على حماس شبيبة الحزب، مبرزابأن ” القيادات المؤثرة داخل الحزب بالاضافة الى حركة التوحيد والاصلاح هي غير داعمة لهذا النوع من التعديلات” .
وتوقع أسليمي بأن ” هناك خللا ما سيقع في تطور مسار الحزب لأنه سيسقط في طبيعة شخصانية مرتبطة ببنكيران وهو ما سيشكل خطرا على التطور الذي قضاه الحزب” ، مضيفا ” بأن الضغط الذي يمارسه بنكيران يريد أن يكسر به القواعد الديمقراطية الداخلية للحزب “.
واعتبر أسليمي في تصريحه بأن بنكيران ” يقاوم نهايته السياسية الى درجة أنه يؤدي بالحزب الى مرحلة “الغرق” وهذا أمر خطير” ، قائلا في هذا الصدد ” بنكيران يستعمل جميع المرجعيات من أجل الحفاظ على استمراره من خلال توظيفه الخطاب الديني.
واستبعد المتحدث نفسه ” مسألة وقوع انشقاق في صف حزب العدالة والتنمية” لأنه حسب نفس المصدر ” حزب قوي ولديه ممارسات ديمقراطية ستستوعب في نهاية المطاف بنكيران “.
” بنكيران أصبحت لديه نزوعات شخصية لا علاقة بها بالحزب ” يزيد أسليمي موردا ” بأن الحماس الذي يدعم بنكيران من بعض الفئات خاصة الشبيبة التي لم تستفد من الغنائم الوزارية ضدا في الفئات القوية المؤثرة وعلى سبيل المثال حركة التوحيد و الاصلاح التي لا أحد منها يدعم بنكيران في مساره هي اشارة واضحة وتحدد مصير بنكيران الذي يقاوم نهايته السياسية”.