مغرب

تحليل || هذه دلالات تعيين رئيس ألمانيا السابق مبعوثا أممياً إلى الصحراء المغربية

أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، يوم  الأربعاء رسميا،عن تعيين الرئيس الألماني الأسبق هورست كوهلر، في منصب المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية  خلفا للأمريكي كريستوفر روس.

وذكر بيان للأمم المتحدة أن كوهلر يتوفر على أزيد من 35 عاما من الخبرة في القطاع الحكومي وفي المنظمات الدولية، لاسيما كرئيس لجمهورية ألمانيا الاتحادية (2004-2010).

تعيين الألماني كوهلر خلفا للأمريكي كريستوفر روس الذي قدم استقالته،  يطرح  أسئلة عدة حسب رأي بعض المتتبعين، ومن أبرزها سياقات ورهانات تعيينه، خاصة وأنه رجل اقتصاد بالدرجة الأولى أكثر منه رجل سياسة ودبلوماسية.

صاحب فكرة المفاوضات بدون شروط مُسبقة

خالد الشكراوي الأستاذ الجامعي المتخصص في الشؤون الإفريقية والعلاقات الدولية اعتبر بأن “تعيين هورست كوهلر أمر طبيعي وعادي لاسيما  وقد وقع في وقت سابق تغيير للأمين العام للأمم المتحدة ، وكل أمين عام يأتي بطاقم  مرتبط وخاص به  على أساس تغيير الارث السابق ، من جهة أخرى قضية الصحراء المغربية  عرفت منعطفات تاريخية وعددا من  المنزلقات والمشاكل بسبب سوء التدبير وعدم  الحياد خاصة للمندوبين الأخيرين كرستوف الروس  و جميس بيكر” .

وأضاف الشكراوي في اتصال هاتفي مع “أوريزون تيفي”  بأن ” الرجل له تجربة كبيرة ولو انتقد مرات عديدة  كونه ليس ديبلوماسيا ، فالذي يقال بأنه رجل اقتصاد ولا علاقة له بالعلاقات الدولية وهذا خطأ فالمبعوث الجديد شارك في أكبر المفاوضات الدولية وهي مفاوضات ماستريخت ، ولا ننسى أنه كان مديرا تنفيذيا للبنك الدولي ، وهذا الأخير هو الذي يفرض السياسات الخارجية  للدول، وكان أيضا عضوا في مجموعة الشخصيات السامية المرتبطة بالأمم المتحدة التي اشتغلت مع البنك الافريقي للتنمية وبالتالي المبعوث الجديد يعرف جيدا المؤسسة الأممية” .

وأوضح الشكراوي بأن ” المبعوث الجديد طرح فكرة المفاوضات بدون اي شروط مسبقة وهذا شيء جيد على أساس أن المشروع المغربي المطروح تميز بالجدية ويحضى بالقبول  من طرف المنتظم الدولي ، مشيرا في الوقت نفسه الى هورست كوهلر يجب عليه أن يعي جيدا بأن المغرب هو الدولة الوحيدة التي طورت مواقفها منذ سنة  1975 الى الآن ، في حين أن الطرف الآخر لم يغير موقفه في اشارة منه الى النظام الجزائري ” .

على المغرب أن يتعامل بحذر وبقوة

وأضاف الخبير خلال حديثه ، مؤكدا على “أن  المغرب عرف تغيرات سياسية منها وفاة الملك الراحل الحسن الثاني ، وصعود الملك محمد السادس وبداية العهد الجديد بمعنى أن مغرب اليوم ليس هو مغرب 1975 لكن هل هذا سيغير من مجرى الأمور في شيء؟..هذا غير معروف لأن الرجل تغير  لكن المؤسسة _الأمم المتحدة_ لم تتغير  فالبعثة الأممية في الصحراء -يضيف الشكراوي- قائلا  ” لم تتغير وفيها مصالح وبيروقراطية وهو ما يجب على الديبلوماسية المغربية أن، تشتغل بحذر وبقوة وأن ترتبط بالخطاب الذي انتجته في  السنة الأخيرة  لبانكيمون لأن المغرب ، تغير كثيرا في السنة الأخيرة لبانكيمون وأصبح أكثر صرامة وجدية وهو ما تم  أخذه بعين الاعتبار”.

وأكد الخببر في العلاقات الدولية بأن  ” الدور الذي قام به الملك مهم جدا بالاضافة الى الديبلوماسية المغربية التي أصبحت تتحرك بشكل كبير وهذا جيد ، لكن الحكومة يجب أن تتحرك جيدا  في هذا الجانب “.

جمود البوليساريو وغموض في الجزائر

“من الصعب أن نتوقع أي شيئ مع المبعوث الجديد، هذا هو المطلوب لكن  هناك عناصر جمود في الضفة الأخرى ، والمسألة مرتبطة أيضا بالوضع السياسي في الجزائر الذي يمتاز بالغموض”  يضيف الشكراوي خلال حديثه مع “أوريزون تيفي” مستدركا في الوقت نفسه بأنه ” ما يتمناه المغرب هو  أن تكون هذه المرحلة هي الأخيرة لحل هذا المشكل ، لأن الحل الوحيد المطروح  هو النموذج الذي قدمه المغرب ، وبامكاننا تطويره _الحكم الذاتي_ ولا ننسى  قولة الملك الحسن الثاني الشهيرة  حينما قال    أنا اتفاوض على كل شيئا الا  العلم ، وطابع البريد  بمعنى رموز السيادة، عدا ذلك ليس هناك مشكل “.

وختم الخبير في العلاقات الدولية تصريحه قائلا ” أعتقد ان المغرب اذا طور من مشروع الجهوية الموسعة بشكل أكبر من ما هو عليه الآن فستتم حلحلة الأوضاع حتى في الدول المجاورة  كالجزائر وموريتانيا وهذا سيدفع الدول الى احترام النموذج الديمقراطي للمغرب الذي سنقدمه وبالتالي لابد أن نشتغل أولا على أنفسنا ، وعلى المغرب أن يطور  ديمقراطيته بشكل كبير وهذا لا يمكن ان يتأثى الا في نظام ديمقراطي مائة في المائة “.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى