شارية يكشف لـ”أوريزون تيفي” الأسباب الحقيقة لاستقالته من حزب “السبع”
خلال انعقاد أشغال المؤتمر الوطني الرابع للحزب المغربي الليبرالي بقاعة علال الفاسي بالرباط يوم السبت ، جدد المؤتمرون ثقتهم في محمد زيان وذلك من خلال إعادة انتخابه منسقا وطنيا للحزب بحضور حوالي 360 مؤتمرا من مختلف ربوع المملكة، وبحضور عبد الاله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الذي وجهت له دعوة رسمية من زيان.
الحزب الذي قال أمينه العام في بلاغ سابق بأن وزارة الداخلية تخبره باستحالة تمتيعه بأية مساعدة مالية لتحقيق أنشطته، بما فيها المؤتمر، عرف بعض أعمال الفوضى ، حيث انسحب نائب زيان إسحاق شارية من المؤتمر معلنا بعد ذلك استقالته من الحزب ومن الحياة السياسية في رسالة موقعة باسمه .
المحامي اسحاق شارية الذي ارتبط اسمه كثيرا بملف المعتقلين على خلفية ما بات يعرف بحراك الريف ، قال في رسالته ” ان إرادة الإصلاح والديموقراطية الداخلية، كانت دائما تواجه بإرادة التخريب والتمييع والحفاظ على مستنقع الركود بدل الطموح من أجل حزب جماهيري يتنفس الحياة ويطرد الخمول والكسل والوهن من أحشائه ويفتح مؤسسته أمام جيل جديد من المناضلين الحقيقيين من الشباب والأطر والرجال والنساء من كافة الشرائح الاجتماعية ” على حد قوله .
وفي اتصال هاتفي مع “أوريزون تيفي” ، قال اسحاق شارية ان “رسالة الاستقالة هي تعبير طبيعي عن عدم الرضى على مجموعة من الممارسات التي شهدها المؤتمر بعد الجلسة الافتتاحية”، مُتهماً جهات لم يُسمها بعرقلة انطلاق قطار الديمقراطية في الحزب.
وفي الوقت الذي تتحدث الأنباء عن وجود خلاف بين اسحاق شارية والمنسق الوطني للحزب محمد زيان ، نفى المتحدث ذلك ، واعتبر بأن “هناك تيار داخل الحزب يرفض الديمقراطية ويقف في وجه تشبيب هياكل وأطر الحزب، الذين بفضلهم استطاع الحزب أن يقفز الى مراتب متقدمة من التواصل مع الناس ، وخلق النفاش العمومي ، لكن كانت هناك ارادة حقيقية عرقلت عمل هؤلاء الناس في الوصول الى مناصب تستحقها هذه الفئة سواء في المكتب السياسي أو داخل المجلس الوطني “.
وأضاف المتحدث متسائلا ، “كيف يمكن لنا كمناضلين أن نتجرأ حتى على أعلى مؤسسة في البلاد وهي المؤسسة الملكية ، وأن نطالبها بمزيد من الديمقراطية و الاصلاح ونحن غير قادرين على اصلاح بيتنا الداخلي، كنا نأمل أن يكون هذا المؤتمر انطلاقة حقيقية لحزب حديث يقطع مع كافة الممارسات القديمة في التسيير” على حد قوله .
“لم يكن هناك أي مشكل في بقاء زيان منسقا وطنيا للحزب ، لكن كنا نعول أن يكون بجانبه أحد الشباب الذي ستعطى له مجموعة من الاختصاصات من أجل التسيير الحقيقي للحزب”، يتابع اسحاق حديثه مؤكدا على ” أن زيان أصبح متقدما في السن ، وهو يرددها دائما ويقول أنا أصبحت عاجزا عن التسيير اليومي للحزب ، لذلك كانت هناك مجموعة من التوافقات لكي أكون على رأس الأمانة العامة، او في منصب نائب الأمين العام والمؤتمرون كلهم وافقوا على هذه الطريقة لكن ما جرى داخل المؤتمر من فوضى بعد دقائق من انطلاقه بين على أنه كانت هناك رغبة في الانقلاب على هذا المكتسب “.
وبخصوص الاتهامات التي يوجهها الى من يعتبرهم “التيار الذي عارض التوجه الجديد” ، قال اسحاق هؤلاء الفئة “هم الذين كانوا يعارضون مواقفنا من الحراك الشعبي في الريف ، وأيضا الذين كانوا مع المشاركة في الانتخابات من أجل الاسترزاق” ، على حد قوله .
وأوضح المتحدث قائلا ” اكتشفنا أن أيادي خفية داخل حزب الأصالة والمعاصرة توجد معنا داخل الحزب ، حيث ضبطنا 3 مؤتمرين ينتمون عائليا الى حزب “البام” وأستغرب للطريقة التي دخلوا بها وكيف أحدثوا الفوضى وأعمال الشغب داخل المؤتمر.
وبخصوص تراجعه عن قرار الاستقالة ، كشف اسحاق شارية “لأوريزون تيفي” أن “مجموعة من المؤتمرين بمختلف مناطق المغرب، منهم الناضور، تطوان، الصويرة،الداربيضاء الذين انسحبوا من المؤتمر طلبوا مني أن أتراجع عن قرار الاستقالة وأن لا نترك الساحة لما أسماهم “المفسدين” ، لكن لا نعلم ما اذا كان الانسحاب النهائي من الحزب هو الحل ، أم أن نتشبث بمواقفنا داخل الحزب لطرد التيار الذي يعرقل الاصلاح “.