المغرب يُدافع عن إفريقيا بالأمم المتحدة: القارة ليست عبئاً على العالم
وجه السيد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، اليوم الخميس كلمة بإسم المغرب، أمام الدورة الثانية والسبعين للجمعية العمومية للأمم المتحدة بنيويورك.
وأوضح بوريطة في بداية كلمته، أن العالم يعيش مفارقات لها أثر مباشر على عمل المنظمة الأممية، حيث لخصها في ثلاث مفارقات أساسية، وهي التهديدات الأمنية لما لها من تأثير على دول المعمور، إضافة الى العولمة ورغم ما أعطت من ديناميكية للإقتصاد الدولي، لكنها ساهمت في أزمات مالية وإقتصادية أدت الى إرتفاع معدلات الفقر والبطالة وتوسيع الفوارق الإجتماعية، أما المفارقة الثالثة وهي التكنولوجيا والإعلام، حيث حقق تطورا ملحوظا لكن تم إستغلاله من طرف الجماعات الإرهابية، ومنظمات الجرائم عبر القارات، وهو ما يشكل خطرا أمنيا كبيرا، وأمام هذه المفارقات، أكد بوريطة على ضرورة تحديث منظومة العمل الجماعي وفق نهج إستباقي.
ومن جهة أخرى، أبرز وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، دور القارة الإفريقية اليوم، معتبرا أن إفريقيا لم تأخد مكانها المناسب في أجندة العمل متعدد الأطراف، كما أنه لم يعد مقبولا النظر الى القارة الإفريقية كأنها عبء على المنتظم الدولي، ولو أن الأفارقة مقتنعون أنها لم يسبق لها أن كانت ذلك، مضيفا بأن ما تزخر به القارة الإفريقية اليوم من موارد طبيعية وبشرية، فإنها تمثل فرصة واعدة لجلب الإستثمارات و الدفع بعجلة النمو الإقتصادي.
وبخصوص السياسة الخارجية التي يعتمدها المغرب في شقها القاري، أوضح ناصر بوريطة أن التعاون جنوب جنوب يشكل أحد الأسس الإستراتيجية للسياسة الخارجية، من خلال مختلف الأوراش الطموحة والمشاريع البناءة في القارة الإفريقية، مضيفا بأن النموذج المغربي قد إعتمد على مقاربات واقعية تروم تطوير شراكات التعاون مع دول إفريقيا جنوب الصحراء.
بوريطة، الذي كان يتحدث أمام قادة الدول الأعضاء بالجمعية العمومية للأمم المتحدة، أكد بأن هذه المقاربة الدبلوماسية، توجت بالعودة المؤسساتية للحضن الإفريقي، مبرزا بأن عضوية المغرب بالإتحاد الإفريقي ليست مبنية على الإنتهازية ولا الربحية، وإنما هي عضوية مسؤولية بأسس تاريخية على إعتبار أن المغرب كان من بين مؤسسي منظمة الوحدة الإفريقية.