مغرب

تحليل : مؤتمر حزب “الميزان” انزلق عن خطاب العرش و شباط يلعب آخر أوراقه

عقد حزب الاستقلال مؤتمره السابع عشر  نهاية الأسبوع الماضي. مؤتمر استعملت فيه كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة  لإجهاضه،  وهو ما تم بالفعل حيث قررت اللجنة التنفيذية للحزب  تأجيل جلسة انتخاب الأمين العام  واللجنة التنفيذية الجديدة الى غاية يوم السبت المقبل بقصر المؤتمرات بالصخيرات  بحضور أعضاء المجلس الوطني فقط .

مؤتمر حزب علال الفاسي  الذي  كان الرأي العام  الوطني والدولي يترقب باهتمام كبير جميع أشغاله، تحول الى  ساحة للمعركة والحرب وتراشق الصحون بين التيارات الغاضبة عوض مقارعة الأفكار والحجج ، تيار حمدي ولد الرشيد الذي يقود انقلابا ناعما وبشكل علني منذ  مدة دعما  للمرشح نزار البركة من جهة ،  ومن جهة أخرى  للاطاحة   بحميد شباط  الامين العالم لحزب الاستقلال الذي يسعى الى ولاية ثانية .

وفي قراءة سياسية لما يحصل ببيت علال الفاسي كما يحلو للجميع تسميته ، قال  المحلل السياسي والأستاذ  الجامعي ادريس قصوري “بأن الخطاب الملكي الأخير لعيد العرش  تحدث عن الأحزاب والقيادات والزعامات ،وعن دور الأحزاب في تأطير المواطنين ، وكان من الواجب على حزب  الاستقلال أن يعطي صورة حضارية مثالية  للممارسة السياسية بالمغرب  والتفاعل الايجابي مع الخطاب الملكي ، الكل يقول بأن خطاب الملك كان صحيحا وعقلانيا لكن الكل عجز عن ترجمة وتجسيد الأفكار التي جاء بها  الخطاب ، وهذا ما يجعل من حزب الاستقلال خارج السياق المغربي ، وخارج سياق الخطاب الملكي ” .

وأضاف قصوري على حد قوله ” بأن الدعم المالي الذي يأخذه حزب الاستقلال حرام فهو ملك عام  ، ولا يستحقه الآن  ، لأن الأمر يتعلق بضرائب المواطنين وملك المواطنين ،  والخطاب الملكي أعطى توجيها معينا  والحزب انزلق بشكل كبير عن مضامين الخطاب “.

وتابع المتحدث نفسه حديثه قائلا   ” يجب على الحزب  أن يعيد الدعم للدولة وعلى الحزب أن يعتذر للشعب المغربي  ، وعلى الأمانة العامة الجديدة  للحزب أن تعتذر للشعب المغربي على  ما حصل  من مشاهد غير مقبولة ، مضيفا بأن ما حصل في مؤتمر الحزب ، أبعد المواطن عن حلم مشاهدة سياسيين في المستوى وأن يتحمسوا للانتخابات مستقبلا وللمؤسسات وأن يتفاعلو معها مجددا ” .

وأوضح المحلل السياسي بـأنه من مصلحة الحزب أن يتم تأجيل المؤتمر الى يوم السبت المقبل ، لفتح امكانات التواصل لحل الاشكالات والقضايا العالقة  مع الأمين العام المنتهية ولايته حميد شباط  ، وأيضا لتفادي مزيد من المشاهد التي وقعت من أبرزها  معركة الصحون الطائرة ، وأيضا لتفادي الأخطاء التي وقعت أثناء طباعة بطائق أعضاء المجلس الوطني .

“شباط يلعب آخر أوراقه اليوم  التي قد تقلب الكفة الى صالحه ،ويتجلى ذلك من خلال  الظهور أمام جميع  أعضاء الحزب على أنه المناضل الذي يدافع عن استقلالية القرار الحزبي وذلك من خلال ترويجه للكلام  حول التحكم  والتوجيهات الخارجية” يتابع المتحدث، مضيفا بأن “شباط  يلعب على نفسية  الاستقلاليين ، وبعض الاستقلاليين الذين يبدو أنهم شبه ثوريين ومناضلين داخل الحزب  ، لكنه لا يعرف بأن طبيعة  الحزب التي تتأسس على التعادلية ، ولا يعرف شباط بأن الحزب له علاقة تاريخية مع المغرب ، ونظامه وبالمؤسسة الملكية والدفاع  و التشبت بالثوابت ، وصلته قوية بالقصر ومع النخبة “.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى