إفريقيا والعالمالاولىمغرب

أولويات الدبلوماسية المغربية في الجمعية العامة للأمم المتحدة

تنطلق بصفة رسمية اليوم الإثنين، أشغال الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، تحت شعاركيف نجعل الأمم المتحدة ذات جدوى للشعوب كافة: القيادة العالمية وتقاسم المسؤوليات من أجل مجتمعات مسالمة ومنصفة ومستدامة، حيث يشارك المغرب بوفد دبلوماسي رفيع المستوى.

ويترأس هذا الوفد، ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، على أن يلتحق بنيويورك سعد الدين العثماني رئيس الحكومة والذي سيلقي كلمة باسم جلالة الملك خلال المناقشة العامة، يوم الخميس المقبل.

وعلى هامش هذه الدورة، سيعقد بوريطة، عدداً من اللقاءات بنظرائه من دول العالم، حيث سيتم التباحث بشأن القضايا ذات الإهتمام المشترك إقليميا وجهويا ودوليا، وسيكون موضوع القضية الوطنية، حاضراً خلال هذه اللقاءات.

ويشارك المغرب في أشغال هذه الدورة، بأولويات عديدة، كما أن اختيار هذا الشعار، يدخل في سياق محتدم يتعرف صراعات بالشرق الأوسط وإفريقيا كما في أسيا، فضلاً عن مختلف الانتقادات التي توجه للعمل الأممي، فيما يخص الدبلوماسية الشاملة، واستباب الأمن والسلام عبر العالم.

وفي هذا الصدد، يجب التذكير أن المغرب كان دائما يجعل من القضايا الشاملة محور من محاور سياسته الخارجية، قصد الإجابة على مختلف تحديات العصر والعالم، ومن هذا المنطلق، سيختار المغرب العمل على أولويات خلال أشغال هذه الدورة، سواء في المناقشة العامة والإجتماعات العمومية، وكذا اللقاءات الثنائية التي ستجمع مسؤوليه الدبلوماسيين بمختلف وزراء خارجية الدول المنضوية تحت لواء الأمم المتحدة.

القضية الوطنية

بخصوص قضية الصحراء المغربية، فإن المغرب سيواصل وعلى غرار السنوات الماضية، مجهوداته الجدية والموثوقة، من أجل الوصول لحل سياسي لهذا النزاع المفتعل، حيث أن المغرب اختار المشاركة وبحسن نية في المسار الذي تقوده وبصفة حصرية الأمم المتحدة، من أجل إعادة إطلاق المسار السياسي بناءاً على مختلف الأسس التي حددها مجلس الأمن الدولي، وإذ يعتبر أن مشاركة الدول المجاورة، وخصوصا الجزائر يعتبر جزءاً من البحث عن حل لهذا المشكل الإقليمي المفتعل.

إفريقيا : أولوية تابثة للمغرب

منذ عودته للاتحاد الإفريقي، يمكن اعتبار المغرب صلة وصل بين الأمم المتحدة و الإتحاد الإفريقي، حيث سيستمر في الدفاع عن مصالح إفريقيا بالجهاز الأممي، وكذا الاستماتة من أجل تعزيز التعاون والمساعدة لإفريقيا والمساهمة في محاربة كل أشكال عدم الإستقرار و الأزمات بمختلف الدول.

وخلال هذه الدورة، سترتكز المشاركة المغربية في هذا الصدد، على مواصلة العمل في قضايا الحفاظ على الأمن والسلام بإفريقيا  وكذا تأكيد التزام المغرب الراسخ في مجال التنمية المستدامة بالقارة السمراء، حيث ستكون هذه الدورة مناسبة لفتح نقاش حول التعاون بين الأمم المتحدة وإفريقيا.

الأمن والسلام الدولي

تتزامن الدورة 73 من الجمعية العمومية للأمم المتحدة، مع الذكرى 70 لانشاء عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة حيث أن المغرب سيدافع عن أن يكون النظام الأممي أكثر فعالية في مواجهة التحديات المعقدة التي نعيشها في العالم.

نزع السلاح وعدم الإنتشار النووي 

باعتباره فاعلاً رئيسياً في الترويج لثقافة السلام، ومساهما منذ أمد بعيد في المبادرات العالمية بشأن الأمن النووي ومكافحة الإرهاب النووي، فإن المغرب سيغتنم فرصة انعقاد هذه الدورة لزيادة تعزيز التعاون متعدد الأطراف في هذا الاتجاه.

وانطلاقا من التزام المغرب بنزع السلاح وعدم الانتشار النووي سيسعى، من خلال العمل متعدد الأطراف، من أجل نزع السلاح بشكل عام وكامل ولارجعة فيه.

محاربة الإرهاب

سيترأس المغرب خلال أشغال هذه الدورة، منتدى محاربة الإرهاب على مستوى الوزراء، في دورته التاسعة، حيث أن المغرب يترأس هذا المنتدى منذ أبريل 2006، قصد تعزيز عمل هذا المنتدى والذي أصبح فاعلاً أساسيا في الهندسة الدولية لمحاربة الإرهاب والتطرف.

الهجرة : إنعاش مقاربة إنسانية وتضامنية

بالنسبة للمغرب، فإن سنة 2018 تسجل كسنة مهمة على مستوى الإجراءات والمبادرات المكثفة التي تم القيام بها في مجال الهجرة؛ حيث وخلال القمة الثلاثين لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي في يناير 2018، قدم  الملك محمد السادس تقريرا من أجل أجندة إفريقية تعتبر الهجرة عاملا للتقارب بين الشعوب والحضارات، ورافعة للتنمية المشتركة ، ودعامة للتعاون فيما بين بلدان الجنوب ، ومحددا للتضامن.

 وعلى المستوى الدولي فإن المغرب إنخرط فعليا في مفاوضات إنجاز ميثاق عالمي حول الهجرة،حيث سيستضيف المؤتمر الدولي لاعتماد الميثاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والنظامية في دجنبر 2018 بمراكش.

وعلى على هامش الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، سينظم المغرب بطريقة مشتركة لحدثين موازيين: “الطريق إلى مراكش” بالتعاون مع الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالهجرة، و”الهجرة والتحولات الهيكلية في أفريقيا”، بالتعاون مع رواندا، الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي و”الأونكتاد”.

التعاون جنوب جنوب

انخراط المغربي في مجال التعاون جنوب جنوب، ومبادراته التي تم إطلاقها، من شأنها أن تعزز النقاش حول شعار هذه الدورة، وذلك في إطار الاستعداد لاحتضان الأرجنتين لمؤتمر جنوب جنوب السنة المقبلة، كما يجب التأكيد على كون المغرب يعطي أهمية قصوى لموضوع تسويق المسلسلات في التعاون الجهوي، لما يمثله من رافعة لضمان الأمن والسلام والإستقرار بالعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى