تحليل : بعد الزلزال السياسي ..شروط الاستوزار أكثر صرامة
بعد مرور أشهر على إقالة مسؤولين من الحكومة بناء على تقرير المجلس الأعلى للحسابات حول تأخر مشاريع الحسيمة منارة المتوسط ، وفي الوقت الذي راجت فيه الأنباء كون أن المشاورات المصغرة لترميم حكومة سعد العثماني ربما دخلت في “بلوكاج” جديد ، أنهى الملك محمد السادس الجدل ، مساء الاثنين, عندما استقبل بالقصر الملكي بالدار البيضاء، الوزراء الخمسة الجدد وعينهم طبقا لأحكام الفصل 47 من الدستور, بحضور رئيس الحكومة سعد الدين العثماني.
ويتعلق الأمر بعبد الأحد الفاسي الفهري، وزير إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، سعيد أمزاز وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي و أيضا أناس الدكالي، وزيرا للصحة، محمد الغراس، كاتبا للدولة لدى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، مكلفا بالتكوين المهني، بالاضافة إلى محسن الجزولي، الوزير المنتدب لوزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلف بالتعاون الإفريقي.
ويبدو واضحا أن سعد الدين العثماني أبعد مستجدات المشاورات المصغرة عن عدسات “الكاميرات” و الصحافيين ، وفضل عدم الظهور من وقت لآخر للحديث عن جديد لقاءاته مع حلفاء الأغلبية .
بخصوص تأخر مشاورات ترميم الحكومة وأيضا طبيعة “بروفيلات الوزراء الجدد”, يعتبر العمراني بوخبزة المحلل السياسي والأستاذ الجامعي, أن ” الأمر كان يتعلق فقط بتأخر المشاورات ولم يكن هناك بلوكاج حكومي في نسخة ثانية، لأن الأمر يتعلق فقط بتعويض وزراء آخرين و ليس بتشكيل أغلبية جديدة”. و حسب ذات المتحدث فقد كان من الصعب الحديث عن ترميم الحكومة “في ضل الأوضاع التي تعرفها بعض الأحزاب السياسية، خاصة العدالة والتنمية” .
وأوضح بوخبزة في اتصال هاتفي مع أوريزون تيفي أن ” الأوضاع تغيرت بعد محطة المؤتمر الثامن لحزب العدالة و التنمية، لاسيما بعدما أصبح العثماني أمينا عاما ورئيسا للحكومة في نفس الوقت”، مضيفا أنه “لا ينبغي أن ننسى أن الزلزال السياسي طرح على الأحزاب السياسية مسؤولية جديدة ، وهي ضرورة تقديم أسماء جديدة لا تتثير مخاوفهم ، و عدم الوقوع في الأخطاء على مستوى المسؤولية الوزارية “، فالأحزاب السياسية في نظر المحلل ” أصبحت تأخذ وقتها الكامل من أجل اقتراح أسماء جدد، كما أن بعض الاحزاب اصبحت تعاني كثيرا في ما يخص النخب.”
و يشير المتحدث نفسه إلى كون “بروفايل الوزراء الجدد الذين تم تعيينهم ليس مرتبطا بالقطاع الحكومي الذين يتحملون مسؤولية تدبيره. فمثلا ان نجد طبيبا يدبر حقيبة الصحة هو أمر طبيعي، لكن اليوم الطابع السياسي غالب على البروفيلات التي تم تقديمها و الشيء نفسه بالنسبة لوزارة السكنى و التعمير و إعداد التراب و سياسية المدينة، باسثتناء وزارة التربية الوطنية والتكوين و البحث العلمي التي تم تعيين رئيس جامعة سابق على رأسها “.
في نظر الخبير السياسي بوخبزة, فالرهان الذي خاضته الأحزاب السياسية كان هو “تقديم بروفيلات تحضى برضى الملك، لاسيما بعدما أصبح من الممكن إقالة الوزراء ، وتحميل المسؤولية أيضا للأحزاب السياسية و ليس الأشخاص فقط “.