مغرب

صفحة منع منح الطلبة لم تطوى بعد

بعد جهة درعة-تافيلالت, مسألة رفْضُ صرف منح الطلبة من طرف وزارة الداخلية انتقلت إلى جهة طنجة. وبين من أرجأ الرفض إلى خلاف بين إلياس العماري وعبد الوافي لفتيت، وبين من أعطى للأمر أبعاد سياسية، و بالرغم من أن الوزير شدد، تحت قبة البرلمان، على أن الوزارة تتعامل مع الجهات على قدر المساواة, لا زال الموضوع يشغل العديد بخصوص أسباب الرفض.

“رفض وزارة الداخلية تدعمه مبررات قانونية”, يؤكد مصدر مطلع لأوريزون تيفي, ليضيف أن لا علاقة للإعتبارات السياسية بالأمر. و يرجعنا ذات المصدر لمقتضيات القانون 81.00 الذي أُحدث بموجبه المكتب الوطني للأعمال الجامعية والثقافية. “يقول النص أن هذا المكتب يمكن له إحداث شراكات مع الجماعات المحلية، إلا أن هذه الشراكات تتعلق فقط بالإطعام والإيواء. أما فيما يخص صرف المنح، فذلك يُعقد بشراكات بين المكتب والدولة”, يضيف ذات المصدر.

إشكال آخر يتعلق ببند تضمنته الإتفاقية، يضيف مصدرنا, وهو إمكانية وقف صرف المنحة قبل انتهاء السنوات الخمس المتعاقد عليها، مما من شأنه “عرقلة المسار الدراسي السليم للطلبة، لذلك وجب مراجعة النص القانوني أولا، مع الأخذ بعين الاعتبار أن تحديد المهام يجب أن يحترم مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص وكذا الإستمرارية”.

 
أما بالنسبة للميزانية التي خصصتها جهة درعة تافيلالت للطلبة، يضيف المصدر ذاته، فقاعدته القانونية ليست واضحة، لأن مكتب الأعمال الجامعية والثقافية والاجتماعية “خالف القانون عندما صادق على الاتفاقية”. فسلطة الوصاية بيد وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، لأنه كما ذكرنا سابقا، الإتفاقية تضم الإطعام والإيواء فقط، تجنبا لأي اعتبارات السياسية على حساب الاعتبارات القانونية.

سعيد خيرون، عضو فريق العدالة والتنمية بمجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، يرى من جهته أن وزارة الداخلية خالفت القانون بعد منع المنح عن الطلبة. نشر خيرون تدوينة على مواقع التواصل الإجتماعي اعتبر فيها أن “حذف وزارة الداخلية للاعتماد المالي المخصص لدعم الطلبة من ميزانية مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة هو إجراء غير قانوني”. و يضيف من وجهة نظره أن ” إلغاء هذه المنحة الإجتماعية المخصصة للطلبة غير المستفدين من منحة وزارة التعليم، يعتبر غير منضبط لمقتضيات القانون التنظيمي المتعلق بالجهات”, كما  يسترسل خيرون : ” الاعتماد المالي الذي خصص لصرف هذه المنح لصالح طلبة جهة الشمال يعتبر من المصاريف الإجبارية التزاما باتفاقية الشراكة المبرمة مع الوزارة المكلفة بالتعليم العالي والبحث العلمي “.
 
من جهته, أكد الحبيب شوباني رئيس مجلس درعة تافيلالت، أن التصريحات التي حاولت إيجاد ربط “متعسف” بين عدم التأشير على الاعتمادات المالية المخصصة لمنح الطلبة، وبين الحديث عن لوائح “مزعومة” معدة سلفا من طرف الرئيس، و”دعاية سياسية” غايتها الاستثمار في الملف، كلها “ادعاءات كاذبة وتشويش باطل”.

رد شوباني، يأتي على خلفية بعض التصريحات والمواقف التي قال إنها “تروج لمجموعة من المغالطات بشأن قضية   كانت محل إجماع كافة الفرق السياسية بمجلس جهة درعة تافيلالت”، مسجلا أن مشروع الاتفاقية الذي قدمه مكتب المجلس لدعم طلبة الجهة بالمنحة الجامعية بتاريخ 2 أكتوبر 2017، حظي بالإجماع نظرا لعلاقته باستحقاق اجتماعي ذي أولوية وباستثمار علمي في الموارد البشرية الشابة بجهة لا تتوفر على جامعة وينتشر طلبتها وطالبتها في مختلف جامعات المملكة طلبا للعلم.

وبناء على بلاغ توضيحي أصدره شوباني، و نقل موقع pjd.ma  فحواه، فإن”تعميم سلطة التأشير الحكومية للقرار الإداري، ليشمل رفض الدعم الموجه للمنح الجامعية بجهة طنجة- تطوان الحسيمة، كشف تهافت وبطلان كل الإدعاءات التي حاولت الاستثمار غير المسؤول في نازلة المنح الجامعية بجهة درعة تافيلالت”.

وتابع رئيس جهة درعة تافيلالت أنه بعد توصل الجهة بقرار عدم التأشير على الاعتماد المخصص لهذا الدعم، والمحدد في 12 مليون درهم، يوم 12 يناير 2018، “باشر رئيس المجلس التواصل والمشاورات الضرورية مع أطراف حكومية ذات صلة بالملف من أجل فهم طبيعة هذا القرار الذي لا ينسجم مع المقتضيات القانونية الصريحة في تنظيم علاقة القرارات الادارية بالمقررات التداولية للمجالس المنتخب”.

وخلص رئيس مجلس درعة تافيلالت، إلى أن  “الرهان على أن الحوار والتواصل مع الحكومة هو السلوك الطبيعي، الذي تفرضه المسؤولية لتجاوز الوضع، هو الدافع أيضا إلى إرجاء عرض الأمر على مؤسسة المجلس إلى حين اتضاح الصورة النهائية لنتائج الحوار والمشاورات الجارية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى