
حينما كنا نبحث عن الطريق إلى عائلة المدرب المغربي الذي قضي في الديار السعودية بتلك الطريقة البشعة، لم أكن أعتقد أن عنوانها ليس فقط ألم ومعاناة … وإنما صدمة أيضا!
ليست طريقة الوفاة الأليمة ومعاناة الزوجة المكلومة ودموع الأهل والأحباب الذين ما يزالون يتقاطرون على المنزل هي وحدها التفاصيل التي رسمت الصورة القاتمة لرحيل الشاب يوسف، وإنما ابنه .. الطفل عمران الذي بالكاد أكمل سنتين وسيكبر على هول الصدمة !!
بحي سيدي مومن بالدار البيضاء، كان حي الهدى صبيحة هذا اليوم أهدأ كثيرا، أما الإقامات المجاورة لمنزل زوجة يوسف فقد كانت أتعس كثيرا.
ويزداد المشهد سوءا ونحن ننتظر شيماء الزوجة التي توشحت البياض بعدما أكل الحزن كل ابتساماتها المعهودة .. «الله ياخذ فيه الحق» … «أنا ماغاديش نسمح فحق راجلي» .. وهكذا أصبحتُ والزميلة ليلى لكريم أمام مهمة اختلط فيها المهني بالإنساني خاصة حينما رمت شيماء بالجملة المؤثرة «ها هو ولدو عمران كيتسنا باباه … آش غادي نقول ليه؟»!!
تحكي شيماء بصعوبة كيف تلقت الخبر الصادم من أحد أصدقاء يوسف بالديار السعودية، وبالكاد كانت تحاول أن تستجمع قواها لتصف حالة الذهول التي عاشتها لدقائق تحولت إلى ساعات قبل أن تتأكد أن يوسف فارق الحياة، وأن رحيله إلى الدار الأخرى لم يكن عاديا : لقد قتل!!
الموت قدر، وإذا جاء خاطفا كالحالة التي عاشتها عائلته، وآلمت أسرة زوجته كثيرا، فإنه يتحول إلى مأساة، وعادة المآسي بهذا المضمون وفي مثل هذه السياقات وبهذه الفاجعة … تكون مؤلمة للغاية.