مغرب

التحاق المغرب ب “سيدياو” بدكار، مغاربة و سينغاليون يناقشون الدوافع و الآفاق

كان نقاشا ساخنا لا مكان فيه للعواطف و لغة الخشب. رجال أعمال سينيغاليون نشروا في الصحف المحلية عدة مقالات حول مخاوفهم من ولوج المغرب هذا التجمع الإقتصادي الذي يجمع 15 دولة من غرب أفريقيا. يعتبرون المغرب قوة اقتصادية من شأنها أن “تبلع” النسيج الإقتصادي السينغالي، و هو الطرح الذي ضحده الجانب المغربي. في هذا اللقاء الذي اقتصر على المجتمع المدني و الفاعلين الإقتصاديبن دون الحكومات و ممثليها، كان الخطاب صريحا و مباشرا و حتى أحيانا صادما.

فهذا جان بول دياس و هو وزير سابق يدخل مباشرة في الموضوع متوجها للمغاربة قائلا : ” في الأعمال لا مجال للعواطف. نعم نحن أصدقاء و حتى إخوة، لكننا خائفين من دخولكم المجموعة في هذا الظرف و نحن غير مستعدين بعد”. ابرهيم الفاسي الفهري، رئيس معهد أماديوس المنظم للقاء، رد مطمئنا : ” المغرب يتوخى من هذا الإنضمام دعم المجموعة و منحها قوة اتجاه التجمعات الخارجية و يكفي أن نذكر أن سيدياو بالمغرب يمثل سادس قوة اقتصادية في العالم و هو ما يكسب المجموعة قوة تفاوضية كبرى”.

النقاش بالقاعة امتد بين مد السينغاليين حول الضمانات ليكون انضمام المغرب لسيدياو  إيجابيا على السينغال، و هو ما تم الرد عليه بكون المغرب يطلب الإنضمام من مجموع الدول و أنه ليس السينغال وحده المعني بالأمر، تم أن المغرب لن يكون أكثر توغلا من الصين و تركيا و هما القوتان اللتان تهيمنان على اقتصاديات أفريقيا دون أن يشجب أحد ذلك. الجانب المغربي أكد على ان طلب الأنضمام لا أولويات اقتصادية لديه، بل يتوخى الإستفادة من نموذج  الإندماج بسيدياو بعد فشل كل محاولات الإندماج بالمغرب العربي. و أضاف أن المغرب غير متسرع في الإنضمام و انه سيأخد الوقت الكافي لتختمر الفكرة بانسجام تام مع كافة الأعضاء، مذكرا أن مسلسل انضمام اسبانيا للإتحاد الأوروبي امتد اعشر سنوات كاملة.

و هو الطرح الذي جعل جون بول دياس يعود للتدخل مؤكدا أن هذا النقاش مكنه من فهم أكثر لنوايا المغرب و طمأنه خاصة و “أن المملكة غير متسرعة في الإنضمام و تمنح المجتمع المدني و الفاعلين الإقتصاديين مزيدا للنقاش و الحوار الهاديء” و هو الحوار الذي لم يتم بالسينغال ، يضيف دياس مؤكدا على ان الحوار وحده كفيل بمحو كل الخلافات في هذه القضية.

و بعد نقاش مستفيض بين القاعة و المتدخلون، أكد من خلاله عدد من أعضاء المجتمع المدني بدكار أن المغرب لم و لن يفزع السينغال و أن العلاقات التاريخية بين البلدين تحصنهما من كل سوء فهم، أعرب المنظمون عن سعادتهم بكون  هذا اللقاء كان ناجحا و يحتاج لدورة أخرى، و أن الحوار لا يمكنه  إلا ان يلغي دواعي اي سوء فهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى