المغرب هو البوصلة التي يحتاجها العالم لترسيخ ثقافة العيش المشترك
أكد أندري أزولاي، مستشار جلالة الملك، أمس الأحد بمدينة وزان، أن المغرب هو البوصلة التي يحتاجها العالم لترسيخ ثقافة العيش المشترك.
وقال أزولاي، خلال ندوة في موضوع “التسامح..خصوصيات الفكر الديني بالمغرب”، في ختام الموسم الديني لمولاي عبد الله الشريف، إن “قيم الاحترام والتسامح والتعايش والقرب سواء الفكري، أو الفلسفي أو الديني والأخلاقي هجرت عددا كبيرا من الضفاف من حولنا. والمغرب هو هذه البوصلة التي يحتاجها العالم، والتي فقدها الآخرون، والتي تمكنا من الحفاظ عليها”.
وأكد أن هذه البوصلة المغربية تنطلق اليوم من وزان، التي تحتل مكانة مركزية في التاريخ، مبرزا “الارث الذي منحته لنا هذه المدينة والذي يحمله كل واحد منا، ومنه القيم الأكثر عمقا وتجذر حضارتنا المغربية التي تركت للعالم برمته فن الممكن هذا، وهذا القرب الذي نجح الإسلام واليهودية في حمايته، وتغذيته والحفاظ عليه، طيلة أكثر من ألف سنة”.
وأكد أيضا أن “الأمر لا يتعلق فقط برسالة من زوان موجهة لباقي مناطق المغرب، ولكن برسالة مغربية توججها المملكة لكافة الأمم حتى تصبح ثقافة فن العيش المشترك مسموعة، معروفة ومتقاسمة”.
من جهة أخرى، أعرب أزولاي عن سعادته لرؤية الاعتراف بموسم وزان أصبح اليوم واقعا والتمكن، ضمن تقارب روحي، فلسفي وديني نموذجي بين الهيلولة والموسم، من إعطاء هذا الدرس المغربي الذي يحتاجه العالم والذي يكتسي في الوقت نفسه كامل عمقه ورمزيته.
وشدد على أنه “يتعين على كل واحد منا أن يعي أن هذه المسؤولية تقع على عاتقنا”، قائلا إنه “عاجز عن ذكر بلد آخر حيث يتجسد هذا التقارب بين الإسلام واليهودية كما يتجسد عندنا، والذي هو نتاج ريادة الملك محمد السادس وبناء مجتمع مدني مغربي”.
كما أكد ضرورة الحفاظ على هذا التوافق وتغذيته وتلقينه من جيل إلى جيل، موضحا أن هذه الرسالة الأزلية للتعايش ليست حكرا على جيل بعينه، أو فرد أو مدينة، ولكنها ثمرة تاريخ عريق يملكه المغاربة قاطبة.
وأضاف أن “المغرب اليوم كما كان الشأن بالنسبة لمغرب الأمس يحمل هذه الرسالة. والأمر ليس مجرد ملاحظة نظرية أقدمها لكم بصفتي مستشارا لجلالة الملك. إنه المواطن المغربي الغني بتاريخه، الفخور بذاكرته، وبمغربيته وبيهوديته وبالعلاقة التي نجح في بنائها مع جميع الحضارات المكونة للمغرب، والمتمثلة في الحضارات الكبيرة، الأمازيغية والعربية-الإسلامية”.
وخلص إلى القول “أنا فخور ومتعلق جدا بأصولي الصويرية، ولكن في وزان أشعر وكأنني في بيتي”، معربا عن امتنانه لاتاحة الفرصة له لتقاسم لحظات ذات طابع مغربي تجسد إرثا رمزيا باذخا.
ويهدف الموسم الديني والثقافي لمولاي عبد الله الشريف، الذي نظم على مدى أربعة أيام بمبادرة مشتركة للمجلس الإقليمي لوزان والجماعة الحضرية والزاوية الوزانية، تحت شعار “فكر وذكر”، إلى تعزيز التنمية البشرية والسوسيو اقتصادية للمدينة، عبر برمجة سلسلة من الأنشطة الروحية والثقافية والاجتماعية.