هناك سببين يحولان دون تعبير المرأة على العنف الذي يمارس عليها، تقول الأخصائية النفسية سكينة زرادي، وتشرح أن السبب الأول يتعلق بكون المرأة المعنفة تعتبر نفسها سبب العنف الذي يمارس عليها، علما أن هناك أسباب أخرى ومغايرة لما تعتقده المرأة المعنفة، والسبب الثاني، حسب سكينة زرادي دائما، يرتبط بظروف العنف الذي يمارس على المرأة في ظل الحجر الصحي، حيث يمارس عليها أشكال مختلفة من العنف في أجواء منعزلة عن المحيط الآخر الآمن والقادر على مساعدتها وحمايتها ولو من باب الاستماع إلى مشاكلها.
وقالت الأخصائية النفسية أن العنف الذي يمارس على المرأة، سواء قبل فترة الحجر الصحي، أو خلاله، يدور في حلقة شبه مغلقة، وهو ما يصعب حسب نفس المتخصصة من تجاوز محنة النساء المعنفات، حيث تبدأ بالمرحلة الأولى التي تتسم بتصاعد التوثر بين الزوجين داخل الأسرة، قبل أن يتبلور عمليا في المرحلة الثانية داخل فضاء الأسرة، من عنف لفظي أو مادي أو معنوي أو جنسي أو اقتصادي، ثم المرحلة الثالثة الذي يتصاعد فيها العنف لدرجة تعتقد المرأة المعنفة كونها السبب في ما يمارس عليها بسبب استمرار أشكال العنف، وهو ما يخلف معاناة نفسية لها ويؤثر سلبا على الأطفال، وأخيرا المرحلة الرابعة والتي سمتها سكينة زرادي بمرحلة العسل، حينما تتغير التصرفات والسلوكات للزوج وتنقلب رأسا على عقب، وتأخذ أشكالا مناقضة لكل المراحل السابقة، وهي المرحلة التي تتوارى فيها كل أشكال التوتر السابقة، ويتواتر فيها منسوب التفاهم والتسامح، ويسود الاعتقاد، مرة أخرى، لدى المرأة المعنفة، باعتبارها هي سبب العنف الذي يمارس عليها.
