في إطار الندوات الرقمية التي ينظمها النادي المغربي للدراسات في العلاقات الدولية، ناقش خبراء مغاربة وضعية قطاع صناعة السيارات، وكذا صناعة الطيران بالمغرب في ظل جائحة كورونا.
واعتبر حكيم عبد المومن رئيس فيدرالية صناعة السيارات بالمغرب خلال هذه الندوة التي أدار نقاشها مهدي بنسعيد رئيس النادي، أنه ليست هناك مخاوف على العموم بشأن صناعة السيارات في المغرب، موضحا أنه خلال سنة 2019 تم تسجيل رقم مهم على مستوى الصادرات، يتمثل في 80 مليار درهم، مضيفا أن هناك طموح بالوصول إلى 120 مليار درهم من الصادرات في أفق سنة 2022، وذلك بفضل المنظومة الصناعية التي يتوفر عليها المغرب، عبر شركات كبرى تستمثر في المجال.
وأكد المتحدث، أنه من الطبيعي وجود تأثير يتمثل في انخفاظ 25٪ من النشاط خلال هذه السنة مقارنة مع نفس الفترة خلال السنة الماضية، غير أنه اعتبر وجود تعويض جزئي، مستدركا بالقول أنه ليست هناك مخاوف، وسيتم الوصول للهدف المسطر سلفا بتجاوز 100 مليار درهم من الصادرات بعد سنتين من الآن.
حكيم عبد المومن، قال خلال ذات اللقاء الذي بث علي الصفحة الرسمي ل”CMERI” أن العالم اليوم يعرف ما أسماه “التنقل الجديد” عبر صناعة سيارات، تقوم بتخفيض انبعاث غازات ثنائي أوكسيد الكاربون، وسيارات كهربائية وأيضا مرتبطة بالتكنولوجيا الحديثة، وأن حكومات دول غربية وضعت موارد قوية للنهوض بالقطاع، وهو ما يعتبر فرص جديدة من أجل إقلاع مجال صناعة السيارات بالمغرب، وأن وجود رؤوس أموال 100٪ مغربية في المجال سيتكون غير أن دخولها لن يكون بسرعة.
وعاد عبد المومن، ليتحدث حول صناعة السيارات بالمغرب، معتبراً إياه قطاع مبني على أسس متينة، وأن المستثمرين الأجانب لديهم ثقة كاملة في استراتجية المغرب، ويتم تحقيق نمو قوي، مع نسبة اندماج تصل 60٪، ذلك أن مخطط الإقلاع الصناعي كانت له إضافات ملموسة على قطاع صناعة السيارات.
وقدم حكيم بعد المومن، مقترحا يقضي بضرورة تبني المنعطف التكنولوجي في مجال صناغة السيارات، مضيفا أنه من الضروري الاعتماد على التكنولوجيات الحديثة في القطاع لتحقيق نتائج أفضل.
من جانبه، قال كريم الشيخ رئيس تجمع صناعة الطيران والفضاء أن عدد المقاولات التي تشتغل في مجال صناعة الطيران تصل 140 مقاولة، وأنه يخلق 18 ألف منصب شغل مباشر، محققا 18 مليار درهم من الصادرات سنويا، و أن هناك معهد متخصص يكون أكثر من 2000 شاب مع نسبة إدماج في سوق الشغل تصل 95٪.
وأضاف الشيخ، أن قطاع صناعة الطيران يحقق نمو مهما، وهناك مشاريع استثمارية في الوقت الراهن قدمت قيمة مضافة للقطاع بالمغرب وأنه يرى هذه الظرفية مناسبة من أجل العمل أكثر للخروج بشكل قوي من جائحة كورونا.
وأوضح رئيس تجمع صناعة الطيران والفضاء أن فيروس كورونا أثر بشكل مباشر على حركة الطيران عبر العالم، لكن في حال وجود لقاح للفيروس خلال أقرب وقت ستعود عجلة السفر للدوران وبالتالي ليس هناك أي مخاوف حول مستقبل صناعة الطيران.
الشيخ قال أن قطاع صناعة الطيران يجب أن يعتمد اليوم على التكنولوجيات والذكاء الصناعي بالإضافة إلى الصناعة 4.0 وأنه يجب علينا التموقع بشكل قوي من أجل تطوير القطاع.
هذا ويعدان قطاعي صناعة السيارات والطيران، من أهم القطاعات الصناعية التي يراهن عليها المغرب للرفع من ناتجه الداخلي الخام وبالتالي من معدل النمو، حيث أطلق المغرب مخطط الإقلاع الصناعي والذي اعتماده بشكل أساسي على صناعة السيارات، وصناعة الطيران، عبر تشجيع الاستثمار، وهو ما يعرفه المغرب بجلب شركات كبرى عالمية تستمثر في المجال عبر منظومة صناعية، تضم كذلك شركات مرافقة لمصانع عالمية.
تجدر الإشارة، إلى أن هذه الندوة هي الثانية التي نظمها النادي المغربي للدراسات في العلاقات الدولية وهو نادي مغربي للدراسات، يضم مجموعة من الأطر من بينهم عمر الخياري كاتبه العام، حيث نظم خلال هذه الفترة، ندوة حول العالم بعد جائحة كوفيد عرفت مشاركة ميكايل زوي وهو إقتصادي وخبير بنكي معروف إضافة إلى الاقتصادي المغربي لعربي جعيدي.