مجتمع

طبيب نفساني : تفشي الاغتصاب مؤشر على فشل المجتمع بأكمله وتعبير على القيم السائدة داخل الأسر

 في تطور ملفت  لجرائم الاغتصاب التي أصبحنا نسمع عنها بشكل شبه يومي، مع اختلاف  المستويات الاجتماعية والاقتصادية للجناة  بدءاً بالمسؤولين مروراً بسائقي سيارات الأجرة  وركاب الحافلات ، وانتهاءً بالمدرّسين والأغراب والمجرمين، بل حتى الذين أنيطت بهم مهمة حماية المجتمع من الوحوش الآدمية تورطوا بدورهم في هذا الجرم الشنيع.

 ما وقع للفتاة ايمان التي أقدم مراهقون عل اغتصابها بدم بارد ، وأمام أعين الركاب والسائق يطرح من جديد سؤال الأمن داخل المرافق العمومية ،فجريمة الاغتصاب  أصبحت  تطل  بوجهها القبيح من كل زاوية وفي جميع الأوقات، وأمام الملأ.

يرى أحد الأخصائيين في الطب، طلب عدم ذكر إمه لدواعي مهنية أن ” جريمة الاغتصاب تعد جريمة نفسية واجتماعية  واقتصادية  وتعبر عن فشل  مؤسسات  المجتمع  في  تهذيب  النفس البشرية  لصالح  علاقات  طبيعية”، مضيفاً  “أننا  كمجتمع لا نزال  نرسخ  من خلال  مؤسسات  تعليمنا أن  دور  الرجل  هو الجهد  والعمل  وأن دور  المرأة  ينحصر في المتعة  والإنجاب  ودائما هي  المفعول  بها”.

وقال المتحدث إن  “المجتمع لا ينظر لحد الآن للمغتصب أنه  دنس  شرف عائلته ،  فيما تغتصب الضحية مرات ومرات  مرارا،  مما يؤكد أن الاغتصاب  اعتداء  على  الضحية  وجريمة بشعة وقتل  لروح وكرامة  وإنسانية المغتصبة. مما يبين خضوع المراة لنظرة انحطاطية في بعض المجتمعات خاصة العربية والاسلامية  عند تعرضها للاغتصاب أو التحرش أو غيرها من الجرائم المتعلقة بالشرف” ، 

يرجع سبب تفشي الظاهرة  حسب نفس المصدر في ذلك إلى ارتباط العنف الجنسي بالمجتمعات الذكورية التي لا تحصل فيها المرأة على كامل حقوقها، وترتبط المعايير المجتمعية في بعض الأحيان باستخدام العنف كوسيلة لتحقيق الأهداف، وهو ما يجعل بعض الرجال يستخدمون العنف من أجل إخضاع المرأة وإهانتها عن طريق الاغتصاب،

كما شدد الاخصائي على تلقين جزء توعوي من الثقافة الجنسية داخل المؤسسات التعليمية، وكذا الرقي بقيمة المرأة داخل الاسرة والمجتمع، لأن سلوكات العنف الذكورية داخل البيوت تنعكس على أخلاق وسلوك المراهقين خارج البيوت”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى