يعيش المغاربة منذ حوالي الشهر الحجر الصحي، الذي فرضته السلطات لتفادي انتشار عدوى جائحة كورونا، ومع استمرار الحجر يتساءل الكثيرون عن كيفية تعامل الأباء مع أطفالهم في ظل هذا الوضع .
توجهنا بأسئلتنا الى حمدي الروصافي، خبير ومدرب في التنمية البشرية، الذي أكد ل”أوريزون تيفي” أهمية الطريقة التي يتوجب بها على الأباء ابلاغ أطفالهم بضرورة البقاء بالمنازل واقناعهم بعدم الخروج للعب او الذهاب للمدارس، وكشف أن كل شيء ينبني على بيداغوجية سليمة تعتمد على إيصال الأفكار بطريقة سلسة تتجنب إثارة القلق من آثار الفترة التي يجتازها العالم وضمنها المغرب، مما سيمكنهم من الإحساس بالأمان وهو المطلوب في الوقت الراهن تفاديا لأي آثار سلبية على نفسيتهم.
وأضاف حمدي الروصافي، أن على الآباء وضع الأطفال في الصورة عن طريق نفس البيداغوجية التي يمكن أن تستعين بالألعاب أو الأنشطة الترفيهية التي يمكن أن يستوعبها الأطفال، وخاصة الأطفال الصغار.
وفي نفس السياق، دعا خبير التنمية البشرية إلى الابتعاد عن التتبع المبالغ فيه وعلى مدار اليوم لأخبار فيروس كوفيد 19 كي لا يتحول الأمر الى “فوبيا” أو رهاب:” من المستحب وضع برنامج يومي وقار للأطفال مقسم بين أوقات الدراسة عن بعد وانجاز التمارين وأوقات الاستراحة والتسلية والترفيه”.
وشدد حمدي على أهمية ممارسة الأطفال للأنشطة الرياضية داخل البيت خارج أوقات الدراسة، وكذا إشراكهم في بعض الأعمال المنزلية واليدوية المقبولة على سبيل التسلية فقط بغية تفادي الملل.
وأصر الخبير في التنمية البشرية على وجوب اغتنام الأسر لفترة الحجر الصحي من أجل تقرب الأباء من أطفالهم بشكل أفضل، واستعادة علاقة التواصل والحوار بينهما، كما شدد على ضرورة ابتعاد الأباء عن استعمال العنف سواء الجسدي أو اللفظي في معاقبة الأبناء خلال فترة الحجرالصحي، وقال في هذا الصدد أنه من المستحب أن يعمل الآباء إلى اكتشاف طاقات أبناءهم من خلال فسح المجال إليهم في كل أنواع الإبداع.
وبخصوص امكانية ميول الأطفال للعزلة بعد فترة الحجر الصحي، كشف حمدي الروصافي ضرورة تجنب عزل الأطفال الصغار لأنفسهم داخل غرف نومهم، ودعا الى استعمال وسائل التواصل الاجتماعي والأنترنيت بالنسبة للأطفال الأكبر سنا بطريقة جيدة من أجل التواصل مع أفراد العائلة داخل وخارج المغرب، وأيضا للتواصل مع أصدقائهم ورفاقهم بنفس القسم.
وفي الختام وجه الكوتش الروصافي دعوته للأباء ليكونوا قدوة لأطفالهم الذين يعمدون الى تقليدهم ، كما دعا أولياء الأمور الى ضرورة التحلي بسعة الصدر خلال فترة الحجر الصحي، التي يجهل تاريخ انتهائها، والتهيؤ نفسيا رفقة أطفالهم سواء على المدى القريب أو المتوسط أو البعيد، وطالب الآباء في الوقت ذاته استغلال هذه الفترة من أجل تثقيف أنفسهم وتعلم فن التربية وكيفية التعامل مع أولادهم، وعدم الاقتصار فقط على السعي وراء توفير الامكانيات المادية والحاجيات الضرورية للعيش الكريم لأطفالهم .