رياضة
أوراق من روسيا .. حديث ساخن بين مغربي وسعودي في بترسبورغ
كانت الساعة تشير للثانية ظهرا بأحد مطاعم عاصمة الثقافة الروسية سانبيترسبورغ. أصوات الزبناء تظهر تنوع جنسياتهم، مغاربة، مصريين، سعوديين، مكسيكيبن، برازيليين…
سعودي يرتدي العباية البيضاء دون عقال قدم التحية لمغربي يتلحف بالعلم قائلا :”حظ موفق للعرب”. فبادره المغربي بنبرة قاسية. “لاتحدثني على العروبة، أنا إفريقي مغاربي”. استغرب السعودي و رد :”ليه يا أخي”.
المغربي، وكان يتحدث بصوت عال، لم يتأخر فبادره بجملة مباشرة. ” سئمنا من أغنية العروبة المشروخة و من بعض العرب يقبلونك صباحا و يغدروك مساء، لقد صار العرب عنوانا للخيانة، تركنا لكم العروبة:. إذاك تدخل مصري محاولا تبني الحياد الإيجابي قائلا؛ ” أتفهم غضبك يا أخي و اعرف ان المغاربة لم يهضموا تصويت العرب ضدهم، لكن لا تطعن العروبة فهي ليست ملكا لأولئك الذين لم يصوتوا لكم، مصر صوتت للمغرب بحب و قناعة و هي مفتخرة بعروبتها”.
السعودي فهم إشارات المغربي و غمز المصري فحاول تبرير ما لا يبرر. ” عفوا إخواني، نحن نحب المغاربة كما نحب المصريين و باقي العرب، لكن المغاربة لم يطلبوا منا دعمهم كما فعلت امريكا”.
قال المغربي وبتشنج:”لا يمكن أن نكذب على التاريخ، فقبل ثلاثة أشهر احتضنت السعودية مؤتمر قمة عربي كان من بين توصياته التي وقعها كل الرؤساء العرب بندا يوصي بتصويت العرب للملف المغربي و هذا مدون في البلاغ الختامي الصادر بالرياض، فلماذا تريدنا أن نطلب منكم دعما متفق عليه مسبقا؟ ولماذا تردد السعودية لوحدها أن المغرب لم يطلب منها ذلك؟ ولماذا لم تفعل ذلك مصر و الجزائر و تونس …الأمر واضح ولا داعي للتبرير”.
أخونا السعودي بدا محرجا و قال للمغربي : “دعنا يا أخي من أمور الحكام ..إحنا حبايب و لا يد لنا في ذلك”. فانهى المغربي المحادثة قائلا : “آسف لا يمكنني أن أنس الغدر و الخيانة و هي قطيعة لا شك أبدية” …تم ادى واجبه للنادل و غادر المكان بخطى متسارعة.