إفتتاحية سمير شوقي
لقد بهدلتم البذلة
بات واضحا أن محيط الرداءة الذي صار طاغيا على المشهد العام قد اتى كذلك على واحدة من انبل المهن و هي المحاماة. فما عشناه منذ شهرين في قضية الزميل توفيق بوعشرين يندى له الجبين.
اتهامات و اتهامات مضادة بأقدح النعوث، مشاداة كادت تصل للتشابك بالأيدي، الإعتداء على الصحفيين جسديا و لفظيا، الكذب في نقل الوقائع، التشهير بالمتهم، التجريح في حق المشتكيات …
كل هاته المنافسة في الإساءة للمهنة لم تشفع له تعميم بلاغ من نقيب محامي هيئة الدارالبيضاء الذي استنكر هاته الإنزلاقات و دعى للتحلي بروح أخلاقيات المهنة. فقد تجاهلت الأطراف المذكورة تنبيه النقيب وواصلت تجاوزاتها في مشهد مؤسف لايشرف لا المهنة و لا البلد.
الغريب أنه بعد الإعلان عن انسحاب دفاع بوعشرين، لأسباب غير معلنة، سارع بعض محامي دفاع المشتكيات للأسف عن هذا الإنسحاب مذكرين بخصلات و مناقب بعض محامي “الضفة الأخرى”، و قوبلوا بالمثل في مشهد سوريالي و كانهم كانوا يؤدون أدوارا و قد انتهت.
استحضر اسماء وازنة في مجال المحاماة شرفت البذلة السوداء، و اتذكر مرافعات كانت تدرس لطلبة الحقوق و أحن لأيام كانت تزلزل فيه اصوات المحامين الحقوقيين اسوار المحاكم، و ما تطاولت في يوم من الأيام على حقوق الخصوم ولا على هيئات المحاكم.
لقد حان وقت تدخل نقباء المغرب لإعادة المهنة لسكتها في احترام تام لقواعدها و عدم الإنسياق وراء الإثارة و بطولات وهمية و نجومية من ورق.
وفي الأخير أهل مكة أدرى بشعابها