إفتتاحية سمير شوقي
إكرام الميت دفنه!
النقاش العمومي الذي شاهدناه مساء اليوم على القناة الفرنسية BFMtv يثير الحنق و حتى الغيرة لدينا نحن وسائل الإعلام المغربية.
فالقناة الفرنسية جمعت 6 رؤساء أحزاب في الأغلبية و المعارضة لنقاش صريح حول موضوع : “الأزمة، وماذا بعد؟”. نسرد هذا المثال كتوطئة ولايهمنا جوهر هذا النقاش الفرنسي الخالص.
نثير الموضوع لأنه لدينا رؤساء أحزاب غير قادرين على التواصل مع وسائل الإعلام حتى فرديا فما بالك بالوقوف هكذا كما نرى في الصورة لمناقشة موضوع عمومي يهم المغاربة، و مقارعة الحجة بمثيلتها أو إحراج الخصم بتناقضاته و اقتراح حلول عملية.
لدينا رؤساء أحزاب بين العشرة الأولى لم يمنحوا أي حوار لمنبر وطني، و آخرون ينظمون حوارات على المقاس و نوعية أخرى لاترد حتى على طلبات الصحافة في التواصل.
هل برؤساء احزاب مثل هؤلاء سيتغلب المغرب على تحدياته و ما أكثرها، و هل بمثل هؤلاء سنقود البلد لبلوغ الصعود الإقتصادي و إبداع تصورات متجددة و مبتكرة للتغلب على الأزمة؟
كانت سعادتي ستكون كبيرة و انا ارى ستة او سبعة رؤساء أحزاب امام مدير للندوة يتحاورون حول النموذج التنموي الجديد … هذا المشروع الذي نادى به الملك و المفروض انه هو الذي سيكون خارطة طريق البلاد، لكن لا حياة لمن تنادي و فاقد الشيء لايعطيه.
أما بخصوص تلفزاتنا العمومية … فإكرام الميت دفنه.