“الرجلة فيها و فيها”
هناك محطات تظهر صلابة الرجال او رعونة مواقفهم. محمود عباس، رئيس فلسطين، يمكن أن نؤاخذ عليه الكثير لكن لا يمكن إلا أن نصفق له و هو يقول لترامب “لن نقبل بك كوسيط بعد”، في وقت لم تجتاز ردود الفعل العربية موجة تنديد محتشمة فقط لحفظ ما تبقى من ماء وجههم أمام شعوبهم.
حتى و ترامب ينفذ وعيده لعباس بإلغاء المساعدات الأمريكية لفلسطين، فقد عاد عباس ليؤكد أنه لا تفاوض ولا تنازل عن القدس و خصوصا لا مقايضة لها مقابل مساعدات مهما كانت أهميتها.
تبقى الإشارة أن هذه المساعدات الأمريكية تبلغ 360 مليون دولار سنويا أي أنها تفوق مجموع المساعدات العربية لفلسطين، بما فيها إخواننا أصحاب البترودولار. لذلك لابد من التذكير بأن المواقف هي كذلك الدعم الملموس و ليس فقط بالبيانات العربية المغرقة في النفاق. لابد كذلك أن نذكر بأن أهالينا في غزة و عددهم مليوني شخص يعيش نصفهم بفضل مساعدات أمريكية و أوروبية بفضل صندوق الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) الذي يمول مأكلهم و مشربهم و تطبيبهم و تعليمهم.
تصوروا لو قطع هذا الصندوق صنبور تمويله للقطاع ما الذي يحصل لأشقائنا. لذلك نقول للمسؤولين العرب أنكم خدلتم القضية الفلسطينية بالأمس و تخدلون القدس اليوم، بمواقفكم الرعناء و بتخليكم عن صرف دعم في مستوى القضية العربية الأولى.
لقد أبنتم على عوراتكم و أدركت شعوبكم أن “الرجلة فيها و فيها”.