إفتتاحية سمير شوقي
ذات 13 يونيو …
في مثل هذا اليوم كنت قد وصلت للتو لموسكو لمتابعة المنتخب الوطني خلال كاس العالم.
بمجرد نزول الطائرة أشعلت الهاتف لمعرفة مصير التصويت لتنظيم كأس العالم 2026 فكانت الصدمة … الصدمة ليست مرتبطة بفشل المغرب في مسعاه و جلب غالبية الأصوات، و لكن الصدمة كانت نابعة من ما قامت به المملكة العربية السعودية من حشد لوبي دفع حوالي عشرين بلدا للتصويت ضد المنتخب المغربي!
كانت غصة كبيرة و غضبة اطفأت جزء منها نفس المساء عندما صادفت سعوديا في أحد المطاعم كان يتحدث لصديق له حول نفس الموضوع … انفجرت في وجهه و أخرجت كل ما كان بداخلي من غضب و لعله كان نفس الإحساس لدى كل المغاربة.
اليوم مرت سنة يوما بيوم و مرت مياه كثيرة تحت الجسر، و مازال الجرح لم يندمل و لعله لن يندمل قبل عقود من الزمن. فما أصعب أن يطعن الشخص من قريب له فما بالك ببلد كان بمثابة الشقيق في السراء و الضراء و تاريخ البلدين حافل بمحطات اختلط فيها دم المغربي بدم السعودي.
أما بخصوص الإمارات العربية المتحدة فقد كانت المحرك من خلف الستار، و لم تكتف بملف تنظيم كأس العالم فتمادت في أمور أخرى ذات أبعاد جيواستراتيجية اخطر من مجرد تنظيم تظاهرة رياضية.
تمر سنة و هي فرصة لنؤكد ان المغرب لم و لن يكون في يوم من الأيام تابعا، و تاريخه الممتد 12 قرنا خلت و يكفي ان نذكر من يحتاج تذكيرا أن المملكة المغربية كانت البلد العربي الوحيد الذي صد الإستعمار من طرف الدولة العثمانية القوية.
تمر سنة و ستمر سنون … و سنتذكر دائما ذات 13 يونيو 2018 و سنظل نذكر من يهمه الأمر دائما و أبدا.