دراسة..المغاربة من بين الدول الأقل أمانة في إرجاع محافظ النقوذ
كشفت دراسة حديثة جرت في 355 مدينة تنتمي إلى 40 دولة عبر العالم، بأن المغرب من بين الدول الأقل أمانة في التعامل مع محافظ النقود الضائعة.
وقد لجأ أصحاب الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة “ساينس” الأمريكية، إلى وضع المحافظ “الضائعة” في أماكن عمومية مختلفة، كما عملوا على الاقتراب من الأشخاص الذين عثروا عليها ثم تتبعهم لمعرفة ما إذا كانوا سيتصلون بأصحابها.
وقد كلفت هذه الدراسة فقدان 17000 محفظة في عدد من دول العالم وذلك بغرض معرفة كيفية تعامل المواطنين معها كلما زاد محتواها من النقود، وحدث أن أعاد كثيرون تلك المحافظ إلى أصحابها انطلاقا من المعلومات التي وجدوها داخلها.
وأظهرت نتائج هذه الدراسة بان سويسرا والنرويج وهولندا هي أكثر البلدان أمانة في إرجاع محافظ النقود الضائعة، سواء كانت مليئة بالنقود أم لا. أما أقل الشعوب أمانة في ارجاع النقود والتي تصدرت ذيل الترتيب فكانت البيرو والمغرب والصين.
وأوضحت تفاصيل الدراسة أن محافظ النقود التي تحتوي على أموال وتم وضعها في مدن المغرب أعادها المواطنون إلى أصحابها بنسبة 22 في المائة، فيما حققت المحافظ الفارغة من الأموال نسبة إرجاع بلغت 13 في المائة فقط.
وفي سويسرا، متصدرة الترتيب، بلغت نسبة إرجاع المحافظ بدون نقود حوالي 73 في المائة، أما المحافظ التي تحتوي على نقود فحققت نسبة إرجاع ناهزت 77 في المائة.
أما في الصين، التي جاءت في ذيل الترتيب، فقد حققت المحافظ بدون نقود نسبة إرجاع في حدود 7 في المائة، وناهزت تلك المتضمنة للنقود نسبة 21 في المائة.
وفي الخلاصة قد تمت إعادة 40 في المائة من المحفظات الخالية من المال إلى أصحابها، في مقابل 51 في المائة بالنسبة لتلك التي كانت فارغة.
وقد بلغة الكلفة الاجمالية لهذه التجربة 600 ألف دولار، أي بمعدل 13 دولار في كل محفظة، مع محافظ أخرى لم تحتو على أي مال.
وأشرف على هذه الدراسة خبراء وباحثون من الجامعتين الأميركيتين في يوتاه وميشيغان، إضافة إلى جامعة زيوريخ السويسرية.
وعلى الرغم من أن النظريات الاقتصادية الكلاسيكية تشير إلى أنه كلما زاد الإغراء قل احتمال الصدق والأمن، إلا أن هذه الدراسة قلبت الفكرة رأسا على عقب، وبينت أن هناك نسبة من الإيثار بإرجاع المحافظ المفقودة إلى أصحابها لكي لا تضيع مصالحهم.
كما أنه على الرغم من تباين معدلات الأمانة بين البلدان، إلا أن الدراسة تؤكد فكرة ثابتة تكمن في أن محافظ النقود المفقودة تجد طريقها إلى أصحابها كلما كانت مليئة بالنقود.