إفريقيا والعالم

دراسة .. “الشبان المسلمون المتشددون” في فرنسا أقلية “مثيرة للقلق”

 

 

 

تفيد دراسة نشرت الاربعاء في فرنسا ان غالبية الشبان المسلمين في فرنسا غير متشددين، لكن هناك اقلية “مثيرة للقلق” قد تكون ميالة الى التطرف الديني، بحسب ما تقول الاختصاصية في علم السياسة آن موكسيل التي شاركت في إعداد الدراسة غير المسبوقة حول الطلاب الفرنسيين.

في الدراسة بعنوان “غواية التطرف” التي تنشر الاربعاء في فرنسا واعدتها مع عالم الاجتماع اوليفييه غالان، تحلل مديرة الابحاث في المركز الوطني للابحاث العلمية نتائج دراسة اصلية شملت سبعة آلاف طالب من اصول واديان مختلفة تم استجوابهم في خريف 2016.

سؤال : بحسب دراستكم تبين ان 32% من الطلاب الذين قالوا انهم مسلمون اكدوا “التزامهم بافكار دينية بشكل مطلق” مقابل 6% من المسيحيين و14% من اديان اخرى. ماذا نفهم من هنا وما هي الاستنتاجات التي يجب استخلاصها؟.

جواب : قياسنا للالتزام بافكار دينية بشكل مطلق يشمل افرادا يعتبرون ان هناك ديانة واحدة حقيقية ويضعون الدين فوق العلوم في خلق الكون. وهذا المفهوم الديني لا يصب بالضرورة في صالح العنف الذي يمكن التعبير عنه بعيدا عن الدين. علما بان الذين “يتساهلون مع العنف” بالتالي الذين يمثلون مؤشرا عاليا للتشدد الديني غالبا هم من الذكور (16,5% من الشباب المسلم متشددون بحسب هذه الدراسة) اكثر من الاناث (8,7%).

يمكننا الاطمئنان الى ان غالبية الشباب المسلم غير معنيين بالتطرف. لكن هناك اقلية مقلقة يمكن ان تتقبل الافكار المتطرفة. هذا يستلزم بالطبع ردا من السلطات العامة والتربية الوطنية.

ويجب التعامل مع هذه الارقام بحذر كبير وانتباه. ولا تتطرق دراستنا الى الشباب المسلم فقط بل تشدد على التفاوت في المواقف والاراء التي يمكننا تسجيلها بين مختلف الفئات الشبابية.

سؤال : ما كانت ردة فعل الشباب على اعتداءات 2015 (في باريس على شارلي ايبدو والمتجر اليهودي في كانون الثاني/يناير ثم قاعة باتاكلان للحفلات في تشرين الثاني/نوفمبر) واجريت هذه الدراسة بعدها؟.

جواب : لقد ميزنا بين الهجمات على شارلي ايبدو والمتجر اليهودي وبين الاعتداء على الباتاكلان وتبين لنا انه لم يكن هناك ردود الفعل نفسها لهذه الحوادث المختلفة. بالطبع يدين قسم كبير من الشباب الهجمات الارهابية مهما كانت طبيعتها (68% من الطلاب لاعتداءات كانون الثاني/يناير و79% لتشرين الثاني/نوفمبر). بالنسبة الى شارلي ايبدو كلمة واحدة هيمنت هي الاحترام – للاختلاف وديانة الاخر والاسلام – الذي يعتبر اهم بالنسبة الى بعض الشباب من حرية تعبير الصحافيين في شارلي ايبدو.

سؤال : عندما كان الاستاذ الجامعي اوليفييه روي يتحدث عن “اسلمة التطرف” مع خلفية عدمية دافع زميله جيل كيبيل عن فرضية “تطرف الاسلام”، “السلفية الحركية” التي يكون محركها دينيا بالطبع ويبدو ان دراستكم تدعمها.

جواب : السعي لمواجهة الاثنين يعني الامتناع عن رؤية صورة ظاهرة متعددة الابعاد. صحيح ان نتائجنا تتجه نحو العامل الديني. نظهر ايضا اهمية الشعور بالتمييز او مستوى الاندماج التربوي وهي عوامل تبقى دائما وراء العامل الديني، لكنها موجودة.

حاليا نحتاج الى دراسة معمقة لا تتعلق سوى بالشباب المسلم للحصول على ارقام صحيحة حول اسلوب عيشهم وتفسيرهم للدين في كل آثاره العلمية مقارنة مع العلمانية الفرنسية وقيم الجمهورية. ونتائجنا تعطي دافعا للمضي الى ابعد من ذلك لفهم بطريقة افضل رؤية هؤلاء الشباب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى