إفتتاحية سمير شوقي
مرحبا بالديكتاتورية
أمس الإثنين، شاهد العالم كيف تم تنصيب أردوغان كأول رئيس في النظام الرئاسي الجديد الذي أقره استفتاء شعبي وانتخابات رئاسية شارك فيها الأتراك بكثافة بلغت 87%، وهي الأعلى في الأنظمة التي يحكمها الإقتراع الدبموقراطي الشعبي، و 53% منهم صوتوا لأردوغان.
حفل التنصيب حضره أزيد من خمسين رئيس دولة وحكومة و كان من ابرز الغائبين الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الغربية و على رأسها ألمانيا و فرنسا و انجلترا.
إعلام الدول الغربية استبق الإنتخابات و حاول استمالة الناخب التركي اتجاه ترهاتهم و “أغدق” على أردوغان بأطنان من الكذب و الإفتراء، و هكذا خصصت مجلات و جرائد معروفة غلافها للرئيس التركي ولم يتوان بعضها من نعت أردوغان بـ “الديكتاتور” والحديث عن أزمة اقتصادية خانقة وعن تراجع العملة.
كان الغرب يراهن على إسقاط أردوغان بالوشاية و الكذب و في ذلك تنافست العواصم الغربية و لكل واحدة دوافعها. أمريكا لا تريد أي نظام عربي أو إسلامي قوي في محيط إسرائيل. أوروبا بعضها يعادي تركيا أردوغان لقوتها الإقتصادية ومزاحمتها لبعض الدول في أسواقها التقليدية بإفريقيا وآسيا و حتى أوروبا.
لكن كانت للشعب التركي كلمة أخرى بحيث لم يلتفت لكل تلك المناورات و غلب مصلحته وما عاشه و ما يتوخى أن يعيشه مستقبلا، فكانت النتيجة سقطة مدوية لغرب منافق و جحود، يريد الديموقراطية لمواطنيه و لا يرضاها للعرب و المسلمين، يدعم تسلط المسلمين الفاشلين و يحارب نجاحات المسلمين المتميزين.
لأولئك، أرسل اردوغان رسالة واضحة بدون رموز … معاهدا شعبه بانه سيرفع الإقتصاد التركي من المرتبة 13 عالميا للرتبة 10، فما هم فاعلون للحد من هذا المد الجارف لتركيا أردوغان؟
و في الأخير، لابد من التذكير بان حزب العدالة و التنمية التركي نقل الناتج الداخلي الخام، بين 2002 و 2017، من 213 مليار دولار إلى 1000 مليار دولار و قلص نسبة الفقر من 25% إلى 4% .. و جعل خدمات التعليم و الصحة تضاهي افضل الأنظمة بالدول الغربية…
إن تركيا سلكت نفس طريق نموذج كوريا الجنوبية .. و النتائج تشفع لنظامي البلدين أسلوبهما. و لعل الأتراك و هم يصوتون بكثافة لأردوغان يقولون … مرحبا بالديكتاتورية.