إفتتاحية سمير شوقي
عندما تدافع المعارضة عن الريع
النقاش الدائر حول معاشات/تقاعد البرلمانيين هو بمثابة المرآة التي تظهر لنا الوجه الحقيقي للطبقة السياسية بالمغرب.
ففي الوقت الذي يغلي فيه الرأي العام و تتناول شبكات التواصل الإجتماعي قضية المعاشات المذكورة على أنها ريع يجب التخلص منه لترشيد النفقات، يناور بعض السياسيون من أجل تحوير النقاش وإخراجه من سياقاته.
هناك إجماع، مع استثناء صغير سأعود له، حول استمرار صندوق تقاعد البرلمانيين، و لا تهم تخريجات كل حزب حسب اجتهاده في تعويم النقاش، ليعود في الأخير لنقطة الصفر مدافعا بشكل أو آخر حول استمرار هذا الريع.
ولأنه في العالم أجمع تستغل المعارضة مثل هاته النقاشات العامة لتصطف مع الشعب و هي انتهازية سياسية مقبولة، قلبت في مواقف المعارضة المغربية و اخترت موقف حزب الإستقلال، لتاريخه و رصيده الكبير. فماذا وجدت؟
حزب الإستقلال، على لسان رئيس فريقه نورالدين مضيان، يقول للمغاربة إنه “تم تضخيم الموضوع و تم تسويقه على أنه ريع في الوقت الذي كان من المفروض أن تتجه الأنظار إلى الريع الحقيقي بأنواعه المختلفة بما فيها رخص الصيد و الصفقات الوهمية و المشبوهة التي لا تمر وفق المساطر القانونية ويستفيذ منها بعض المحظوظين”.
إذن نحن إزاء أعرق حزب في المغرب يعترف أنه كانت ولا زالت هناك ممارسات ريعية خطيرة و يعرف القطاعات ااتي تنطوي على هذه “المصيبة”. فماذا فعل الحزب لفضح هذا الريع؟
حزب الإستقلال شارك في الحكومات المتعاقبة حتى سنة 2013 و دبر وزارات هامة كالمالية و السكنى و النقل و التجهيز، و هي وزارات تعتبر أعشاشا للريع و تفويت الإمتيازات بجرة توقيع، ومع ذلك لم نسمع أبدا لحس وزير استقلالي جاء بخطة لمحاربة الفساد و الريع… الخ.
لا أريد الخوض في تفاصيل هاته الوزارات الآن، لكن على حزب معارض خبر شؤون التدبير أن يعفينا من دغدغة المشاعر بشعارات تعرت منذ زمان.
الواقع الوحيد اليوم هو ان كل الأحزاب اصطفت لصالح استمرار ريع معاش البرلمانيين ما عدا النائبين بلافريج و الشناوي عن فيدرالية اليسار. و إذا كان هناك حزب ضد هذا الريع فليقل ذلك علانية وسنعتذر له بنفس العلانية.