كيف نقنع الشباب بالبقاء في المغرب
لا مستقبل لأمة بلا شبابها، فهو الامل و الغد. لذلك لا نستغرب أن يفرد الخطاب الملكي الأخير جله لقضايا الشباب. ولعل أقوى فقرات الخطاب هي عندما قال الملك ” ان فئة من الشباب الحاملين للشواهد العليا يريدون مغادرة البلاد لانه لم يتم منحهم فرصة ولوج الشغل. كما أن خريجين كثر في المعاهد الأجنبية لا ينوون العودة للبلاد للأسباب نفسها”.قبل ثلاثة أشهر نشرت يومية “ليزيكو” دراسة لموقع ReKrute.com جاء فيها أن 91% من المغاربة (جلهم شباب) يريدون مغادرة المغرب! أستغرب كيف تعاملت الحكومة المغربية باستخفاف مع هذه الدراسة و لم تقم لا بتأكيدها او نفيها كما أنها لم تطلب أي دراسة في الموضوع و كان الأمر يعنى بشباب الواقواق. أتسائل كيف لم تسقط هاته الدراسة عدة رؤوس!
و هاهو خطاب الملك يؤكد فحوى خلاصات هذه الدراسة و يقرع جرس الإنذار فهل تلتقط الحكومة الرسالة؟
المؤشر الآخر و الذي لا يتحدث عنه أحد، ولا يقل خطورة عن ما سبق، هو استنزاف الطبقة الوسطى بالمغرب و ذلك بتفقير جزء منها و دفع جزء آخر للهجرة. فالاطر الشباب بين 30-40 سنة، و حتى التي تتوفر على وضع مهني و مادي نسبيا مريح، صارت تفكر في الهجرة و منها من نفذها و غادر البلاد بالفعل، و ذلك من أجل “مصلحة الأولاد” كما يردد جلهم.
قبل أسابيع نظمت وزارة الهجرة منتدى هام للكفاءات المغربية بالخارج و كان صلب الموضوع هو كيف لتلك الكفاءات أن تعود لخدمة بلادها. و بعيدا عن الخطاب الرسمي و لغة الخشب، التقيت على الهامش بكفاءات تجعلك تفخر بهم و بمغربيتهم، لكن رأيهم في العودة للبلاد يجمد الدم في العروق.
ليست هاته لا نظرة سوداوية ولا عدمية، إنها دعوة لنعيد الأمل فعلا في شبابنا. تلك السواعد التي ستبني مغرب الغذ بحاجة لاستعادة الثقة ببلدها و ذلك بمؤشرات حقيقية، سريعة و فعالة.
الكرة في مرمى الأحزاب السياسية التي شاخت نخبها و مازالت تقترح شيوخا في مناصب المسؤولية و منهم من امضى ثلاثين أو اربعين سنة “متجولا بين المناصب العليا” و كان الوطن عاقر!
الكرة في مرمى الحكومة، و سنرى هل ستفعل الإجراءات التي جاءت في الخطاب الملكي بنفس السرعة التي ستطبق فيها قانون التجنيد الإجباري.
سنرى و نحكم.