إفتتاحية سمير شوقي
“مساخيط سيدنا”
سالت أنهار من المداد حول ما اصطلح عليه بالزلزال السياسي، و كانت مناحي التحاليل و القراءات مختلفة، و هذا لعمري ظاهرة صحية، لكن استفزني كثيراً عنوان قرأته في إحدى الصحف و هو “مساخيط سيدنا” مع صور بعض الوزراء السابقين المقالين.
أولا لا بد أن أوضح أن لكل حرية الرأي و زاوية المعالجة التي يختارها، لكن هذا لا يمنعني كذلك أن أبدي رأيي في هذه المسألة. عندما يقول بلاغ الديوان الملكي بأن الملك غير راضٍ عن أداء خمسة من وزراءه السابقين فهل هذا يعني أنهم “مساخيط الملك”، ونحن نعرف ما للعبارة من دلالات في المخيال الشعبي.
ثم إن العلاقة التي تجمع بين أي رئيس و معاونيه، و في هذه الحالة الملك و وزراءه، هي علاقة مهنية محكومة بعقدة أهداف إما أن تحقق النتائج المرجوة و تجازف على ذلك أو تخفق في مهامك فيتم إعفاؤك. لأن في هذه الواقعة، كانت نتائج تقرير المجلس الأعلى للحسابات واضحة لا لبس فيها، و مفادها أن هناك اختلالات في التدبير وليس هناك أي اختلاسات. لأنه في الحالة الأخيرة كنا سنكون إزاء حالة خيانة الأمانة التي تقتضي اتباع المسطرة الجنائية، لكننا في حالة اختلالات بما معناه الخطأ المهني غير الجسيم.
لذلك، وإن كنا مع ربط المسؤولية بالمحاسبة و نهج الصرامة في تدبير الشأن العام، فلا يجب أن نكون متطرفين في إطلاق الأحكام و النعوت. بعبارة أخرى يجب أن يكون النقد في نفس مستوى الخلل. ثم لا بد أن نستحضر المثل الشعبي الذي يقول “الى طاحت البقرة كيكثرو الجناوة”. وفي الأخير أعتقد أنه من غير اللائق أن نطلق الرصاص على سيارات إسعاف !