إفتتاحية سمير شوقي

نعمة الإختلاف و نقمة الإنحراف


يصر حكيم بنشماش، رئيس مجلس المستشارين، أن يبصم ولايته بشعار التضييق على حرية التعبير و كأنه “دون كيخوط” يحارب طواحين هوائية في معركة خاسرة.

فبعد أن تابع أربعة صحفيين و أربعة منابر إعلامية دفعة واحدة علما أن ذنبهم الوحيد كان هو إيصال معلومة للمواطن بخصوص نتائج التحقيق حول الفساد بالصندوق المغربي للتقاعد، ها هو و مجلس المستشارين يريدون أن يفرضوا على المغاربة تقديس جدول أعمال مجلس الوزراء و مجلس الحكومة و اللجان البرلمانية بمنع تسرب أي معلومة عن مجرياتها و التهديد بمتابعة أصحابها.
يبدو أن هذا الإصرار الغريب على احتقار منصوص الدستور و محاولة الحجر على المغاربة، بخصوص مواضيع تهمهم بالدرجة الأولى، بحاجة إلى وقفة حقيقية للمجتمع المدني و  مهنيي القطاع، بعيدا عن اختلافاتهم لأن الأمر غير بريء بالمرة.
ثم هل يعقل أن نستمر بهكذا تفكير في زمن يتواصل فيه رئيس أقوى دولة في العالم عبر التويتر ؟ فالأنترنيت حطم القيود الكلاسيكية حول تنقل المعلومة و زادت شبكات التواصل الإجتماعي لتجعل العالم كقرية صغيرة لا يخف فيها شيء. أضف إلى ذلك، أن المسؤولين بالبلد عليهم أن يفهموا جيدا أن حجب وصول المعلومة الصحيحة عبر قنوات مهنية يفتح الباب لجهنم من الإشاعات و التأويلات و حتى  نشر الكذب و البهتان و كل أشكال الإنحراف.
اختاروا أي طريق تريدون… الوضوح أم الإنحراف. أما نحن, فقد اخترنا أن نوصل المعلومة للمواطن بالإمكانات المتاحة وبالأسلوب الخاص بكل منبر لأننا نؤمن بأن الإختلاف نعمة و بدرة للرقي و الديمقراطية.
  و في الأخير, فليتحمل كل مسؤولياته بعد ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى