إفتتاحية سمير شوقي
هؤلاء همج بيننا
الفيديو الذي غطى بظلاله على منصات التواصل الإجتماعي يسائلنا جميعا و يسائل الدولة أولا.
قاصر يافع يهجم على فتاة قاصر، يبدو أنها تلميذة في طريقها للمدرسة، و يطرحها أرضا أمام الملأ و يحاول إزالة ملابسها فيما صديقه يقوم بتصوير العملية بتلذذ رغم صراخ الفتاة و توسلاتها.
أين نحن؟ و إلى أين نسير؟ و كيف نتغنى بحكاية الأمن و الأمان؟
لن نسقط في التهويل، و لكن كذلك لن نتعامل مع الحدث باستخفاف و صمت الحلمان. فبعد هذه الكارثة التي تقاسمها المغاربة بحزن في الغالب و بلامبالاة أحيانا، وتلك قصة أخرى، من حق الأولياء أن يخافوا على فلذات أكبادهم بعد اجتياح ممارسات تعود لعهد الهمج و الغاب.
لكن علينا ان نسائل المجتمع و الدولة عن جحافل “المشرملين” التي تعيش بيننا وكيف بلغت تلك الدرجة من التغول. أتذكرون يوم قال أحمد لحليمي، المندوب السامي للتخطيط، أن هناك أكثر من مليون شاب عمرهم بين 15 و 25 لايدرسون ولا يشتغلون! قلنا إذاك أن هاته قنبلة موقوتة تعيش وسطنا، فماذا يفعل أولئك في يومياتهم وأية آفاق توفرها لهم البلاد. للأسف لا أحد التفت لجرس الإنذار الذي أطلقته المندوبية السامية للتخطيط و عشرات المقالات التي نشرتها الصحف.
إنها مسؤولية الدولة بالدرجة الأولى، التي تبين بالملموس عجزها عن حل إشكاليات الشباب، و مسؤولية الآباء ثانيا، وبالخصوص بين الطبقات الهشة، الذين تخلوا عن أبناءهم وتركوهم عرضة للضياع فصنعوا منهم وحوشا آدمية.
في انتظار ما لذي ستفعله العدالة في هذه النازلة، مع أن الحل ليس هو اعتقال القاصرين (لكن يجب أن ينالوا جزاء ما ارتكبوه) و كفى المومنين شر القتال. الحل في العمق هو توفير الإجابات لانتظارات ملايين الشباب لنستبق مثل هاته الكوارث و لنعيد بناء قيمنا التي تنهار أمامنا يوما بعد الآخر.
في مثل هاته الحالات، بخرج رئيس الحكومة ليطمئن المواطنين و يعلن عن حزمة تدابير استعجالية. فهل يفعلها ؟