إفتتاحية سمير شوقي

تركيا التي في خاطري

لا يهمني ما يقال عن “أخونة” تركيا و الإصرار على ربطها بالتنظيم العالمي للإخوان المسلمين، فالإسلام الذي يتسع له صدري لا هو إخواني ولا هو وهابي ولا هو داعشي.

و مخطيء، أو ذو نية سيئة، من ينتقد و يجرح  حزب العدالة و التنمية التركي AKP نكاية في خصومه بالعدالة و التنمية المغربي مبنيا ذلك على ارتباطا خاطيء بين الحزبين.
فقبل سنة عندما التقيت برئيس AKP سألته عن طبيعة علاقة حزبه برفاق بنكيران والعثماني فكان جواب الرجل واضحا لا لبس فيه : “ليس لدينا اي علاقة بهذا الحزب” و أضاف جملة أخرى تتضمن لباقة ومجاملة ليس إلا قائلا : ” نأمل أن تكون لدينا فرصة لتطوير علاقاتنا الثنائية كما نتمنى ذلك مع كل أحزاب الدول الصديقة”.
الآن نطوي صفحة هذا الإرتباط بين تركيا أردوغان و المآلات الإيديولوجية. فما يهمني من تجربة تركيا و ما يثير إعجابي بهذا البلد وما يجعلني أتمنى أن يحذو بلدي حذوها هو نجاحها الإقتصادي و الأثر الواضح في ذلك على المواطن التركي.
نعم أنا معجب بالنموذج الإقتصادي التركي الذي حقق المعجزات التالية في ظرف 15 سنة فقط:
– نقل الناتج الداخلي الخام من 230 مليار دولار إلى 1000 مليار دولار.
– ارتفع الدخل الفردي من 3000 دولار  إلى 11000 دولار، وأكد أردوغان أنه سيبلغ 25000 دولار العام 2023
– تركيا أدت كل ديونها الخارجية وكسبت استقلالها عن المؤسسات المالية العالمية.
– اسطنبول اتبعت النموذج الكوري فجعلت من تركيا قوة صاعدة و انضمت لنادي العشرين G20.
– قفزت تركيا من الإقتصاد 52  دوليا للإقتصاد 17 و تطمح لبلوغ الصف 10 عالميا سنة 2023.
– تركيا صارت قوة صناعية، تنتج منتوجات كهربائية و تصنع الأسلحة.
– عدد السياح انتقل من 9 ملايين سائح ل 40 مليون سائح.
و في تركيا الفساد يعتبر خيانة عليا تؤدي للإعدام.
و يمكن أن نستفيض في الأرقام التي جعلت تركيا مستهدفة اليوم من الغرب وأمريكا تحديدا لأنها لا تريد لدولة إسلامية أن تبلغ هذه الدرجة من الرقي و تحقق استقلالية قرارها و تعاندها، لذلك أنا معجب بتركيا و من يساهم في نجاحاتها وأتمنى ان يمضي المغرب في نفس المنحى، لأني أحب لبلدي أن يكون ضمن أحسن المراتب و في ذلك فليقتدي بمن سبقونا في النجاح…و من بينهم تركيا الإسلامية العصرية المنفتحة على كل الحضارات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى