لا قيمة لوطن بدون ذاكرة
أسوأ خبر تلقيته اليوم هو إجبار أسرة المرحوم العربي الزاولي على إفراغ المسكن المتواضع التي ظلت تقطنه منذ أزيد من خمسين سنة و أرملته و أبناءه في وضع مادي مزري.
حنقي بسبب عدم الإعتراف بما أسداه هذا الرجل لأجيال و أجيال بالدارالبيضاء، لقد كان المربي و المؤطر و على يديه تخرجت جواهر في كرة القدم رصعت بعضها عقد المنتخب الوطني لسنوات.
حنقي بسب ججود السلطات المحلية و المنتخبة و تقاعصها عن إكرام الرجل عبر أسرته لا طردها للشارع و كأن إهداءها شقة متواضعة يستحيل على الدولة و هيئاتها.
حنقي بسبب وجود مركب رياضي كبير يحمل اسم العربي الزاولي بينما الأخير يتقلب اليوم في قبره و أرملته التي بلغت من العمر عتيا عرضة للتشرد في الشارع العام.
حنقي بسبب عمدة الدارالبيضاء “ولد” الحي المحمدي و الطاس و ناس الغيوان..و هو الذي جعل من “الحي” معقله الإنتخابي و أوصله ناخبو “كاريان سنطرال” لعمودية أكبر مدينة بالمغرب و هاهو يتجاهل مأساة أحد رموز الحي المحمدي.
قلت مرارا أننا نعيش ازمة قيم، و ها نحن صرنا نتجاهل فقدان تراثنا و ذاكرتنا، مع أنه لا قيمة لشعب و وطن بدون ذاكرة!