إفتتاحية سمير شوقي

لمجرد و رمضان

ازدواجية الخطاب صارت مرضا أصاب المتزمتين المتأسلمين كما أعمى بصيرة الحداثيين الذين يدافعون عن الحريات الفردية.

نحن لسنا لا مع هؤلائك و لا أولئك، و لكن مع المنطق و ضد الكيل بمكيالين. نتذكر كيف انتصب الكثير من “حداثيي” البلد ليدافعوا عن ابن البلد سعيد لمجرد بعد ان وجهت له العدالة الفرنسية تهمت الإغتصاب و قامت بحملات فايسبوكية و بعضهم ذهب للمطالبة بوقفة تضامنية و اتهام القضاء الفرنسي بفبركة مؤامرة ضد نجم الغناء الشبابي.

هؤلاء أحرار في موقفهم و في تضامنهم ولا يحق لأحد أن يصادر هذا الحق.

اليوم, يتعرض المفكر طارق رمضان لنفس الموقف و هو متابعة العدالة الفرنسية له بتهمة الإغتصاب، و ينتفض مناصرو المفكر في عدة دول لنصرته و ضمنهم فعاليات مغربية ذهب بعضهم للحديث عن مؤامرة ضد المفكر ذي التوجه الإسلامي و نادت بتنظيم ندوة تضامنية مع رمضان، و هم أحرار في ذلك.

الغريب أن بعض المحسوبين على الحداثيين يقيمون الدنيا و يقعدونها استنكارا لهذا التضامن مع رمضان و يدافعون عن استقلالية العدالة الفرنسية، و هي للتذكير نفس الجهاز الذي اتهموه بالمؤامرة في قضية لمجرد.

في المحصلة، نستنتج ان هناك حسابات سياسة بين تيارات إيديولوجية وراء كل هذه اللخبطة و الضحية هي اندحار القيم التي تنتصر لمباديء تابثة، حتى أصبح البعض يكيف مواقفه دون أدنى حرج حسب بوصلة “صحابو”، ولله في خلقه شؤون.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى