ما أروعه شعب
عندما تعيش مغامرة المونديال، سواء بالمغرب أو في عين المكان، لا يمكنك إلا ان تنحني احتراما لهذا الشعب المغربي الأصيل.
شعب يعرف كيف يلتف وراء “القضية” و يغمر “العلم” حبا و يدافع عن الإنتماء بكبرياء.
فرغم النكسات الإجتماعية و الإحباطات السياسية و الخيبات الحكومية، تجده شامخا صلبا و في الوقت ذاته يذوب ضعفا أمام نغمات و كلمات النشيد الوطني.
في روسيا 2018 عشنا الإنتكاسة أمام إيران و “الشمتة” أمام البرتغال و مع ذلك حضر الجمهور المغربي في المباراة الثالثة، و هو مقصي، أي مباراة بلا دوافع، بنفس الحماس و “الغرينتا”.
حضر الآف من المغرب في رحلة مباشرة و آخرون أتوا من أوروبا و شق ثالث فضل إكمال المشوار الذي بدأه منذ المباراة الأولى رغم مرارة الإقصاء.
التقينا باليساري و المعارض (بالخارج) و اليميني و الناشط الأمازيغي و الحقوقي … كانت قضايا الوطن على طاولة النقاش و كأنك في “المقهى الثقافي”.
الدستور، الملكية البرلمانية، الديموقراطية، الصحراء، “المقاطعة”، كانت أبرز مواضيع النقاش. كل يدافع عن قناعاته و تبتعد الرؤى أحيانا و تقترب تارة أخرى، لكن فقط الكرة توحد المغاربة و تجعلهم كتلة متراصة لكنها لا تنسيهم حتما إرهاصاتهم.
في الملعب، تختلط الأحاسيس و انت ترى المعارض الشرس المقيم بالخارج و هو يذوب وسط الجموع مرددا النشيد الوطني بحماس و يزيد من نبرة صوته و هو يختمه بثلاثية “الله، الوطن، الملك”.
تقشعر الأبدان و تفهم أن ما يجمعنا حتما أكثر مما يفرقنا. هذا الشعب الرائع بحاجة لمن يفهمه، يتواصل معه، يمنحه حقوقه، يحسسه أنه المكون الأساس في الرأسمال اللامادي. فهو الحصن الحصين للوطن و هو الحاضر و المستقبل. فالشعوب باقية والأفراد إلى أفول. درس روسيا هو محطة أخرى لنفهم كم المغرب محظوظ بشعبه، و كم هذا الوطن قادر على رفع كل التحديات دونما حاجة لدعم “الأغيار”. إننا نمتلك كل شيء، و مصيرنا بأيدينا و ثروتنا كافية لتنميتنا. هذا الشعب الرائع يستحق كل خير.