إفتتاحية سمير شوقي
ترامب المغربي !
الغالبية العظمى من المغاربة لا تعرف عن ترامب سوى غزواته الإعلامية و تراشقه بعبارات قدحية ضد الجميع عبر التويتر. لكن الأمر يختلف بالنسبة لبعض مغاربة أمريكا. فخلافا لما يعتقده البعض، هناك مغاربة بأمريكا، جمهوريين و غير جمهوريين، يعتبرونه من أحسن رؤساء أمريكا. فما هو السبب؟
نحن مغاربة “الداخل” و العرب بصفة عامة نقيم رؤساء أمريكا وفق تعاملهم مع قضايا العرب و على رأسها قضية فلسطين، فيما الأمريكي لا يهمه سوى مستوى الخدمات الإجتماعية و خلق مناصب الشغل و نسبة النمو و التصنيع …الخ. لذلك يردد ترامب دائما في خطاباته “أمريكا أولا”.
مناسبة الحديث عن هذا الموضوع هو نقاش “فايسبوكي” راقي بين مغربيين، واحد مقيم بأمريكا و الآخر بأوروبا، استعمل الأول حججه الإقتصادية ليبن أن ترامب من أفضل رؤساء أمريكا فيما كان الثاني يركز على معاركه التجارية ضد العالم.
المغربي-الأمريكي يركز عن تقليص معدلات البطالة و رفع مستوى التصنيع و انعكاس تحسن نسبة النمو على المواطن الأمريكي، فيما المغربي-الأوروبي يؤكد انها انتعاشة مؤقتة و عابرة و يشدد على أن حروبه التجارية مع أوروبا و الصين و كندا لن تكون بردا و سلاما على أمريكا.
سأوفر عليكم تفاصيل هذا النقاش الشيق، فما التقطته، أنا المغربي-المغربي، أن الجيل الثالث من مغاربة الخارج و غالبيتهم العظمى شباب واعد يرتبط بشكل وثيق مع بلدان إقامتهم و تجنيسهم و يتفاعل مع قضاياها و يشارك في النقاش السياسي بشكل راقي لا يتخلله لا تجريح و لا تبخيس للآخر، بشكل يختلف تماما ما يجري هنا في بلدنا السعيد.
في النهاية، كل واحد احتفظ بقناعاته و لم يقنع قيد أنملة الآخر، لكن من تتبع نقاشهم لاشك أنه استفاد جوهرا من المعطيات الإقتصادية و شكلا من طريقة تدبير الخلاف مع الآخر.
للإشارة صديقنا المغربي-الأمريكي أنهى النقاش و هو يوحي أنه سيعيد التصويت على ترامب متمنيا له البقاء أطول فترة بالبيت الأبيض!