إفتتاحية سمير شوقي

الخونة .. الحقيقيون

 

شبكات التواصل الإجتماعي جعلت من كلمة التخوين و خيانة الوطن مادة دسمة لتصفية الحسابات … لدوافع سياسية تارة و لدواعي أمنية تارة أخرى.

ولأن خيانة الوطن ارتبطت بالمساس بمصالحه العليا، فإن إقحامها حتى في مواضيع داخلية محظة كمقاطعة الحليب و المطالبة بتحسين الأوضاع الإجتماعية قد أدى لتمييع المعنى الحقيقي لخيانة الوطن.

و الواقع، فإننا في المغرب الحبيب كنا و مازلنا نقيس الخيانة بكل ما يمس وحدتنا الترابية التي لا مقايضة فيها و لا اي شكل من أشكال التنازل او التساهل.

مناسبة هذا الحديث، هو مشاركة مغاربة يعيشون بيننا بمدن من أقاليمنا الصحراوية فيما يطلق عليه “الجامعة الصيفية” بمدينة بومرداس الجزائرية ضمن فعاليات تحشد التأييد لجبهة البوليساريو.

الخطير في الأمر هو كون المشاركين يتلقون تداريب شبه عسكرية و تكوينا حول العصيان المدني، و هذا بالضبط ما نشاهده على مدار السنة في مدينة العيون حيث يلاحظ من حين لآخر، وفق تواريخ تحدد في أجندة خارجية، مظاهرات تحمل فيها أعلام البوليساريو و تتم مهاجمة رموز الدولة المغربية من رجال الأمن و البنايات العمومية.

المثير، أن هكذا تجاوزات خطيرة و تخابر مع دولة أجنبية ضد المصالح العليا للوطن لا تستفز الرأي العام و تكاد لا تذكر بمنصات التواصل الإجتماعي فيما يتجاهلها الإعلام العمومي لأسباب خاصة به.

و أنت تقرأ هذا العمود عزيزي القارئ، هناك من يتخابر في هذه اللحظة ضد الوطن بالجارة الجزائر، و سيعود بعدها بكل طمأنينة ليعيش حياته بشكل عادي بمدينة العيون و مدن أخرى، في حين ينشغل الرأي العام بخيانة من لا يشتري “سنطرال” !

غريب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى